للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٨٦٠]- وقيل: ثلاثة لا يستطيعها أحد إلا بمعونة وارتفاع همة، وعظيم خطر: صحبة الملوك، وتجارة الماء، ومناجزة العدوّ.

[٨٦١]- وقيل: إن ابتليت بصحبة وال لا يريد صلاح رعيته، فاعلم أنّك قد خيّرت بين خلّتين ليس فيهما خيار: إما الميل مع الوالي على الرعية فهذا هلاك الدين، وإما الميل مع الرعية على الوالي فهذا هلاك الدنيا، ولا حيلة لك في ذلك إلا الهرب أو الموت، ولا ينبغي لك، وإن كان الوالي غير مرضيّ السيرة إذا علقت حبائلك حبائله إلا المحافظة عليه، إلا أن تجد إلى الفراق الجميل سبيلا.

[٨٦٢]- وقال أفلاطون: إذا ثقل على الرئيس الوعظ، ولجّ في ترك الانقياد للناصح، وآثر التفويض، واحتقر العدوّ فاطلب الخلاص منه.

[٨٦٣]- وقال: ينبغي للعاقل أن يكون مع سلطانه كراكب البحر، إن سلم من الغرق لم يسلم من الفرق.

فأما ما جاءت به الأمثال والأخبار من الخوف على أتباع السلطان، والتحذير من ممالأته والنهي عن العمل معه، مما لو تكلفناه لأراد كتابا مفردا، وقد جاء بعض ذلك في الباب الأول. وهذا بيّن واضح لأنّ الشريعة جاءت برفض الدنيا والتقلل منها والاكتفاء بما يزوّد للآخرة، والتحوّب مما تكون به التبعات ولا شيء أدعى إلى ذلك من خدمة السلطان لا سيما في هذا الأوان.

[٨٦٤]- وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّا إذا أمّرنا رجلا وفرضنا له رزقا فما


[٨٦٠] كليلة ودمنة: ٨٨ وكتاب النمر والثعلب: ١٦٥ (١٦) ومحاضرات الراغب ١: ٤٤٤ وقارن بما في محاضرات الراغب ٢: ٧٠٣ وأمثال الماوردي: ٩٦ ب والبصائر ٤: ٢١٨.
[٨٦١] الأدب الكبير: ٥٦ (والحكمة الخالدة: ٣٠٠) ونثر الدر ٤: ٨٦.
[٨٦٢] مختار الحكم: ١٧١ ولباب الآداب: ٤٥٥.
[٨٦٣] مختار الحكم: ١٣٨ والكلم الروحانية: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>