للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنت وأمي. أعطنيها وأنا أذبح لك أسمن شاة بالمدينة، فقال له: أخبرك أني أشتهي كبد هذه الشاة وتقول لي أسمن شاة بالمدينة؟ اذبح يا غلام، فذبحها وشوي له من كبدها وأطايبها فأكل. وقال من غد: يا أشعب، أنا أشتهي من كبد نجيبي هذا- لنجيب عنده ثمنه ألوف دراهم- فقال له أشعب: في ثمن هذا والله غناي، فأعطنيه وأنا والله أطعمك من كبد كلّ جزور بالمدينة. فقال: أخبرك أني أشتهي كبد هذا وتطعمني من غيره؟ يا غلام، انحر، فنحر النجيب وشوى كبده فأكلا. فلما كان اليوم الثالث قال له: يا أشعب، أنا والله أشتهي أن آكل من كبدك؛ قال: سبحان الله! أتأكل أكباد الناس؟ قال: قد أخبرتك، فوثب أشعب فرمى بنفسه من درجة عالية فانكسرت رجله، فقيل له: ويلك، أظننت أنّه يذبحك؟ فقال: والله لو أنّ كبدي وجميع أكباد العالمين اشتهاها لأكلها. وإنّما فعل الحسن ما فعل حيلة على أشعب وتوطئة للعبث به.

٧٧٤- وروي أنّ الرشيد ساوم في عنان جارية الناطفي، فبلغ ذلك أمّ جعفر فشقّ عليها، فدسّت إلى أبي نواس في أمرها فقال يهجوها: [من المنسرح]

إنّ عنان النطّاف جارية ... أصبح حرها للنّيك ميدانا

ما يشتريها إلا ابن زانية ... أو فلطبان يكون من كانا

فبلغ الرشيد شعره فقال: لعن الله أبا نواس وقبّحه، فلقد أفسد عليّ لذّتي بما قال فيها، ومنعني من شرائها.

«٧٧٥» - وقال الأصمعيّ: بعثت إليّ أمّ جعفر أنّ أمير المؤمنين قد لهج بذكر هذه الجارية عنان، فإن صرفته عنها فلك حكمك. قال: وكنت أريغ لأن أجد للقول فيها موضعا فلا أجده ولا أقدم عليه هيبة له، إذ دخلت عليه يوما وفي وجهه أثر الغضب، فانخزلت. فقال: ما لك يا أصمعيّ؟ فقلت: رأيت في

<<  <  ج: ص:  >  >>