وجه أمير المؤمنين أثر غضب، فلعن الله من أغضبه. فقال: هذا الناطفيّ، والله لولا أني لم أجر في حكم قطّ متعمّدا لجعلت على كلّ جبل منه قطعة، وما لي في جاريته أرب غير الشّعر. فذكرت رسالة أمّ جعفر فقلت: أجل والله ما فيها غير الشّعر، أفيسرّ أمير المؤمنين أن يجامع الفرزدق؟ فضحك حتى استلقى على قفاه، واتّصل قولي بأمّ جعفر، فأجزلت لي الجائزة.
«٧٧٦» - ويروى أنّه لما استامها أبى أن يبيعها إلّا بمائة [١]- ألف دينار. ثم مات الناطفيّ، فروي أنّ الرشيد اشتراها من تركته بمائتين وخمسين ألف درهم، وخرج بها معه إلى خراسان وأولدها ابنين ماتا، ومات الرشيد وماتت عنان بعده.
٧٧٧- أمر زياد بضرب عنق رجل فقال: أيّها الأمير، إنّ لي بك حرمة، قال: وما هي؟ قال: إنّ أبي جارك بالبصرة، قال: ومن أبوك؟ قال: نسيت اسم نفسي فكيف اسم أبي؟ فردّ زياد كمّه إلى فيه وعفا عنه.
٧٧٨- ركب رجلا دين عجز عن أدائه، فقال له بعض غرمائه: أما أعلّمك حيلة تتخلّص بها على أن تقضيني؟ قال: لك ذلك. فتوثّق منه ثم قال له: كلّ من لقيك من غرمائك وغيرهم فلا تزد على النّباح عليه، فإنّك إن عرفت بذلك قالوا: ممسوس، فكفّوا عنك. ففعل، فلما كفّوا عنه أتاه معلّم الحيلة وقال: الشرط أملك، فنبح عليه، فقال: وعليّ أيضا؟ فلم يزده على النّباح حتى يئس منه وتركه.
تمّ الجزء، ويتلوه الباب الثالث والأربعون والحمد لله والشكر دائما