للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ راجعني به. لا تجترئنّ عليّ فأمتعض، ولا تنقبض عنّي فأتّهم، ولا تمرّض بما تلقاني ولا تجحدنّه، وإذا أفكرت فلا تعجل، وإذا كتبت فلا تعذر، ولا تستعن بالفضول فإنّها علاوة على الكفاية، ولا تقصّرنّ عن التحقيق عن التحقيق فإنها هجنة بالمقالة، ولا تلبّسنّ كلاما بكلام ولا تباعدنّ معنى عن معنى.

وللكتّاب آداب تخصّهم ليس هذا موضعها، ومكانهم من العلوم والسياسة وحسن التدبير وأصالة الرأي ووضع الأشياء مواضعها، أجلّ من أن ينبّه عليه، هذا إذا كان فيهم أدوات الكتابة وشروطها، فأمّا من تجمّل بالاسم دون المعنى فخارج عن هذا الإطراء.

[٨٦٩]- وقد قال حكيم لبنيه: يا بنيّ تزيّوا بزيّ الكتاب فإن فيهم أدب الملوك وتواضع السوقة.

[٨٧٠]- وقد ذكرهم عبد الحميد بن يحيى مولى العلاء بن وهب العامري في رسالة له يوصيهم فيها بمحاسن الأفعال، نحن نقتصر عليها في وصفهم وما ينبغي لهم أن يتأدبوا به، أولها: أما بعد، حفظكم الله يا أهل هذه الصناعة «١» ، فإنّ الله تعالى جعل الناس من بعد الأنبياء والمرسلين، صلوات الله عليهم جميعا، وبعد الملوك المكرّمين شرفا، وصرّفهم في صنوف الصناعات التي منها سبب معاشهم، فجعلكم معشر الكتاب في أشرفها صناعة، أهل الأدب والمروءة والحلم والرويّة، وذوي الأخطار والهمة وسعة الذّرع في الإفضال


[٨٦٩] عيون الأخبار ١: ٤٦ والبصائر ١: ٤٢٨ (لسهل بن هارون) ونثر الدر ٤: ٦٨ والعقد ٤:
١٧١، ١٧٩ وبهجة المجالس ١: ٣٥٨؛ وفي لباب الآداب: ٢٢٩ أبو السمراء: قال لنا أبي ... وانظر الريحان والريعان ١: ٩٨.
[٨٧٠] رسائل البلغاء: ٢٢٢- ٢٢٦ والجهشياري: ٧٣- ٧٩ وصبح الأعشى ١: ٨٥- ٨٩ (وفي النص هنا بعض اختلافات وتفاوت في ترتيب الفقرات) .

<<  <  ج: ص:  >  >>