للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فممّا يحكى عنه أنّه قال- وأراد بشّارا: ما لهذا الأعمى الملحد المكنّى بأبي معاذ، من يقتله؟ والله لولا الغيلة خلق من أخلاق الغالية لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجعه، ثم لا يكون إلا سدوسيّا أو عقيليّا، ذكر هاتين القبيلتين لأنّ بشارا كان نازلا في بني سدوس ويتولّى بني عقيل، ثم لم يقل بشار ولا ابن برد ولا الضرير، ولم يقل أرسلت، ولا فراشه.

«٧٩٩» - ومن الكنايات الدقيقة والاستعارات الرشيقة ألفاظ كان يوردها أحمد بن محمد بن محمد الغزّالي الواعظ على طريق الصوفية فيغرب فيها، فمنها:

ماجت بحار التشبيه في قلب الخليل. ونقطة خاء الخلّة تبرز من صميم صفا. صدر كمين القلب فيقول: لا أحبّ الآفلين. صاحب اليرقان يرى العالم كلّه أصفر. كان بإبراهيم يرقان العشق فكلّ شيء رآه ظنّه المحبوب.

[من البسيط]

ومستطيل على الصهباء باكرها ... في فتية باصطباح الراح حذّاق

يمضي بها ما مضى من عقل صاحبها ... وفي الزجاجة باق يطلب الباقي

فكلّ شيء رآه ظنّه قدحا ... وكلّ شخص رآه ظنّه الساقي

«٨٠٠» - ومن كلامه: عزازيل وجد في باب الرحمة زحمة، طلب ما لا رحمة فيه. وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ

(ص: ٧٨) . [من الطويل]

لئن ساءني ذكراك لي بمساءة ... لقد سرّني أنّي خطرت ببالك

«٨٠١» - كانت عليّة بنت المهدي تهوى خادما اسمع طلّ، فكانت تكنّي في شعرها عنه، فمن ذلك قولها وقد صحّفت اسمه: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>