قال له: قد انتقدنا عليك يا أبا الطيب هذين البيتين كما انتقد على امرىء القيس بيتاه، وذكرهما. وبيتاك لا يلتئم شطراهما كما لا يلتئم شطرا هذين البيتين، كان ينبغي لامرىء القيس أن يقول:
كأني لم أركب جوادا ولم أقل ... لخيلي كرّي كرّة بعد إجفال
ولم أسبأ الزقّ الرويّ للذّة ... ولم أتبطّن كاعبا ذات خلخال
ولك أن تقول:
وقفت وما في الموت شكّ لواقف ... ووجهك وضّاح وثغرك باسم
تمرّ بك الأبطال كلمى هزيمة ... كأنك في جفن الردى وهو نائم
فقال: أيّد الله مولانا. إن صحّ أنّ الذي استدرك على امرىء القيس هذا أعلم بالشعر منه فقد أخطأ امرؤ القيس وأخطأت أنا. ومولانا يعلم أن الثوب لا يعرفه البزّاز معرفة الحائك، لأن البزّاز يعرف جملته، [والحائك يعرف جملته] وتفاريقه لأنه هو الذي أخرجه من الغزلية إلى الثّوبيّة؛ وإنّما قرن امرؤ القيس لذّة النساء بلذّة الركوب للصيد، وقرن السماحة في شراء الخمر للأضياف بالشجاعة في منازلة الأعداء، وأنا لمّا ذكرت الموت في أول البيت أتبعته بذكر الردى وهو الموت ليجانسه؛ ولما كان الجريح المنهزم لا يخلو من أن يكون عبوسا، وعينه من أن تكون باكية قلت: ووجهك وضّاح وثغرك باسم، لأجمع بين الأضداد في المعنى وإن لم يتّسع اللفظ لجميعها. فأعجب سيف الدولة بقوله ووصله بخمسين دينارا من دنانير الصّلات وزنها خمسمائة دينار.
«٩٥٦» - وقال لقيط بن زرارة:[من الوافر]
شربت الخمر حتى خلت أني ... أبو قابوس أو عبد المدان