«٩٧٦» - وقال عبدة بن الطّبيب: [من البسيط]
وقد غدوت وضوء الصبح منفتق ... ودونه من سواد الليل تجليل
إذ أشرف الديك يدعو بعض أسرته ... لدى الصباح وهم قوم معازيل
على التّجار فأعداني بلذّته ... رخو الإزار كصدر السيف مشمول
خرق يجدّ إذا ما الأمر جدّ به ... يخالط اللهو واللذّات ضلّيل
حتى اتّكأنا على فرش يزيّنها ... من جيّد الرّقم أزواج تهاويل
فيها الدّجاج وفيها الأسد مخدرة ... من كلّ شيء يرى فيها تماثيل
في كعبة شادها بان وزيّنها ... فيها ذبال يضيء الليل مفتول
لنا أصيص كجذم الحوض هدّمه ... وطء العراك لديه الزّق مغلول
والكوب أزهر معصوب بقلّته ... فوق السياع من الريحان إكليل
أصل السياع: الطين الذي يلاط به الحائط. فجعله للقير إذ كان يطلى به الدّنّ.
مبرّد بمزاج الماء بينهما ... حبّ كجوز حمار الوحش مبزول
شبّه الإناء الذي فيه الماء بحبّ، ثم تعجّب منه بأن قال: مبزول.
والكوب ملآن طاف فوقه زبد ... وطابق الكبش في السّفّود مخلول
يسعى به منصف منتطق ... فوق الخوان وفي الصاع التوابيل
ثمّ اصطبحنا كميتا قرقفا أنفا ... من طيّب الراح، واللّذات تعليل
صرفا مزاجا وأحيانا يعلّلنا ... شعر كمذهبة السّمّان محمول
تذري حواشيه جيداء آنسة ... في صوتها لسماع الشّرب ترتيل
تذري: أي ترفع، مأخوذ من الذّروة وهي أعلى كلّ شيء.
تغدو علينا تلهّينا ونصفدها ... تلقى البرود عليها والسرابيل