أكتب هذه الأبيات قائما وما أقدر على ذلك إلا أن تعمدني، وقد كان نقرس، فعمدته فقام، فكتبها قائما.
«١٠٨٥» - كان آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز من المعاقرين المدمنين حتى فسد أمره ووهن، وكان يقول: إذا اصطبحت فكل كسرة بملح وافتح دنّك، فإن كان حامضا دبغ معدتك، وإن كان حلوا خرطك، وإن كان مدركا فهو الذي أردت. ثم إنّه أقلع وأناب، فاستأذن يوما على يعقوب بن الربيع فقال يعقوب: ارفعوا الشراب فإنّ هذا قد تاب، وأحسبه يكره أن يراه. فرفع وأذن له، فلمّا دخل قال: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ
. (يوسف: ٩٤) قال يعقوب: هو الذي وجدت، ولكنا ظننّا أنه يثقل عليك لتركك الشراب، قال: أي والله إنّه ليثقل ذلك عليّ. قال:
فهل قلت في ذلك شيئا منذ تركته؟ قال: قد قلت: [من الطويل]
ألا هل فتى عن شربها اليوم صابر ... ليجزيه يوما بذلك قادر
شربت فلمّا قيل ليس بنازع ... نزعت وثوبي من أذى اللوم طاهر
«١٠٨٦» - وقال آخر:[من الطويل]
وأغيد معسول الشمائل زادني ... على فرق والنجم حيران طالع
فلما جلا صبح الدّجى قلت حاجب ... من الشّمس أو برق من الشرق لامع
إلى أن دنا والسحر رائد طرفه ... كما ريع ظبي بالصريمة راتع
فنازعته الصهباء والليل ناصل ... رقيق حواشي البرد والنّسر واقع
عقارا عليها من دم الصبّ نفضة ... ومن عبرات المستهام فواقع
معوّدة غصب العقول كأنّما ... لها أرباب الرجال ودائع