للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تدير إذا شجّت عيونا كأنّها ... عيون العذارى شقّ عنها البراقع

«١٠٨٧» - بعث الوليد بن يزيد إلى جماعة من أهله لمّا ولي الخلافة فقال:

أتدرون لم دعوتكم؟ قالوا: لا، قال: ليقل قائلكم، فقال رجل منهم: أردت يا أمير المؤمنين أن ترينا ما جدّد الله لك من نعمه وإحسانه، قال: نعم ولكني:

[من الخفيف]

أشهد الله والملائكة الأب ... رار والعابدين أهل الصلاح

أنّني أشتهي السماع وشرب ال ... كاس والعضّ للخدود الملاح

والنّديم الكريم والخادم الفا ... ره يسعى عليّ بالأقداح

قوموا إذا شئتم.

وأخبار الوليد هذا في خلاعته لو تكلّفت ذكرها لاحتاجت إلى كتاب مفرد.

«١٠٨٨» - وروي أن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام خرج يوما إلى بعض الدّيارات فنزل فيه، وهو وال على الرملة، فسأل صاحب الدير: هل نزل بك أحد من بني أمية؟ قال: نعم، نزل بي الوليد بن يزيد ومحمد بن سليمان بن عبد الملك، قال: فأيّ شيء صنعا؟ قال: شربا، قال: أين شربا؟ قال: في ذلك الموضع، ولقد رأيتهما شربا في آنيتهما، ثم قال أحدهما لصاحبه: هلمّ نشرب بهذا الجرن، وأومأ إلى جرن عظيم من رخام، فقال: افعل؛ فلم يزالا يتعاطيانه بينهما يشربان به حتى ثملا، فقال عبد الوهاب لغلام له أسود كان يوصف بالشّدّة: هاته، فذهب يحرّكه فلم يقدر. فقال له الراهب: والله لقد رأيتهما يتعاطيانه، وكلّ واحد يملؤه لصاحبه فيرفعه ويشرب به غير مكترث.

«١٠٨٩» - كان لسليمان بن وهب نديم يأنس به ويلائمه ويألفه، فعربد

<<  <  ج: ص:  >  >>