للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«١٣» - غضب المعتصم على مخارق، فأمر أن يجعل في المؤذّنين، فأمهل حتى علم أنّ المعتصم يشرب وأذّنت العصر، فدخل إلى السّتر حيث [يقف] المؤذّن للسلام، ثم رفع صوته وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمك الله، فبكى حتى جرت دموعه وبكى كلّ من حضر، ثم قال: أدخلوه إليّ، وأقبل على الحاضرين وقال: سمعتم هكذا قطّ؟ هذا الشيطان لا يترك أحدا يغضب عليه! ورضي عنه وغنّاه، وأعاده إلى مرتبته.

«١٤» - يروى أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال في بعض أسفاره لرباح ابن المعترف: غنّ، فغنّاه: [من الطويل]

أتعرف رسما كاطّراد المذاهب ... لعمرة قفرا غير موقف راكب

فأصغى إليه عمر فقال: أجدت بارك الله عليك، فقال: يا أمير المؤمنين، لو قلت: «زه» كان أعجب إليّ؛ قال: وما «زه» ؟ قال: كلمة كان كسرى إذا قالها أعطى من قالها أربعة آلاف درهم. قال: إن شئت أن أقولها لك فعلت، فأمّا إعطاء أربعة آلاف درهم فلا يجوز لي من مال المسلمين، قال: فبعضها من مالك، فأعطاه أربعمائة درهم، فقال يرفأ: أتصل المغنّي؟ قال:

خدعني.

«١٥» - قيل لإسحاق الموصلي: كيف كانت حال بني مروان في اللهو؟

قال: أما معاوية وعبد الملك والوليد وسليمان وهشام ومروان فكانت بينهم وبين النّدماء والمغنين ستارة لئلّا يظهر منهم طلب الخلفاء اللذّة والغناء، وأما أعقابهم فكانوا لا يتحاشون، ولم يكن منهم في مثل حال يزيد بن عبد الملك في السّخف.

<<  <  ج: ص:  >  >>