للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٢] وقال صلّى الله عليه: ما منكم من أحد ينجيه عمله، قالوا:

ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلّا أن يتغمدّني الله برحمة منه وفضل «١» .

[١٣] قال أنس: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على ناقته الجدعاء وليست بالعضباء فقال: أيها الناس كأنّ الموت فيها على غيرنا كتب، وكأنّ الحقّ فيها على غيرنا وجب، وكأنّ الذين نشيّع «٢» من الأموات سفر عمّا قليل إلينا راجعون نبوّئهم أجداثهم ونأكل تراثهم، كأنا مخلّدون بعدهم، قد نسينا كلّ واعظة وأمنّا كلّ جائحة «٣» ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وأنفق من مال كسبه من غير معصية، ورحم أهل الذلّ والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن أذلّ نفسه وحسّن خليقته، وأصلح سريرته وعزل عن الناس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنّة ولم يتعدّها إلى البدعة.

[١٤] ومن كلامه صلّى الله عليه: أما رأيت المأخوذين على الغرّة والمزعجين بعد الطمأنينة الذين أقاموا على الشبهات وجنحوا إلى الشهوات حتى


[١٢] انظر مسند أحمد ٢: ٣٤٤، ٥١٩، والدارمي ٢: ٣٠٥ وفي أوله «قاربوا وسددوا فإن أحدا منكم ... » .
[١٣] أخرجه ابن عساكر، انظر كنز العمال ١٦: ١٢٥- ١٢٦، ١٤٢- ١٤٣ عن أنس بن مالك؛ والنهج: ٤٩٠ (رقم ١٢٢، ١٢٣) والشهاب: ١٩- ٢٠ (اللباب: ١٠٦) ، واللآلىء المصنوعة ٢: ٣٥٨، ومحاضرات الراغب ٤: ٤٨٦، وعين الأدب: ١٨٨، والبصائر ٢:
٥٠٧- ٥٠٨ وأدب الدنيا والدين: ١٢٩.
[١٤] لم أجد منه إلا قوله «وقد جف القلم» في قرائن أخرى، منها حديث ابن عباس في مسند أحمد ١: ٢٩٣، ٣٠٣، ٣٠٧ وفي البخاري (قدر: ٢) ، والترمذي (ايمان: ١٨) ... الخ؛ وانظر كشف الخفا ١: ٣٦٦، ٣٩٨، وكنز العمال ١٦: ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>