للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتتهم رسل ربّهم فلا ما كانوا أمّلوا أدركوا، ولا إلى ما فاتهم رجعوا، قدموا على ما عملوا، وندموا على ما خلّفوا، ولن يغني الندم، وقد جفّ القلم، فرحم الله امرءا قدّم خيرا وأنفق قصدا، وقال صدقا، وملك دواعي شهوته ولم تملكه، وعصى إمرة نفسه فلم تهلكه.

[١٥] وقال صلّى الله عليه وسلّم: إياكم وفضول المطعم فإنها تصم القلب بالقسوة وتبطىء بالجوارح عن الطاعة وتصمّ الهمم عن سماع الموعظة، وإياكم وفضول النظر فإنه يبذر الهوى ويولّد الغفلة «١» ، وإياكم واستشعار الطمع فإنه يشرب القلوب شدّة الحرص ويختم على القلوب بطابع حبّ الدنيا، وهو مفتاح كلّ سيئة وسبب إحباط كلّ حسنة.

[٦] ومن كلام له صلّى الله عليه وسلّم: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن يموت عبد حتى يستكمل رزقه، فأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوا شيئا من فضل الله بمعصيته، فإنه لن ينال ما عند الله إلا بطاعته، ألا وإنّ لكل امرئ رزقا هو يأتيه لا محالة، فمن رضي به بورك له فيه فوسعه، ومن لم يرض به لم يبارك له فيه فلم يسعه، وإنّ الرزق ليطلب الرجل كما يطلبه أجله.

[١٧] لما أراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يبعث معاذا إلى اليمن، ركب معاذ


[١٦] ورد بعضه في بهجة المجالس ١: ١٣٨، ٢: ٣٠١، والشهاب: ٣٣- ٣٤ (اللباب: ٢٠٣) وانظر الكافي ٥: ٨٠ وكشف الخفا ٢: ٢٦٨، وقارن بالمستدرك ٤: ٣٢٥، وشرح النهج ٣:
١٥٨، والعقد ٣: ٢٠٥، ومجموعة ورام ١: ١٦٣، وأدب الدنيا والدين: ٣١٤، ونثر الدر ١: ٢٠١، وللحديث صور مختلفة في كنز العمال ٤: ٢٢- ٢٤.
[١٧] اللآلىء المصنوعة ٢: ٣٧٦، ٣٧٧ (ببعض اختلاف) .

<<  <  ج: ص:  >  >>