غصن، ثم قال: يا شمردل، أما عندك شيء تطعمني؟ قلت: عندي جدي كانت تغدو عليه حافل وتروح أخرى، قال: عجّل به، فأتيته به كأنّه عكّة سمن، فجعل يأكل وهو لا [يدعو عمر] حتى إذا أبقى منه فخذا قال: يا أبا حفص، هلمّ، قال:
إني صائم، فأتى عليه، ثم قال: يا شمردل، ويلك أما عندك شيء؟ قلت:
دجاجات ستّ كأنّهن رئلان النّعام. فأتيته بهنّ، فأتى عليهنّ، ثم قال: ويلك يا شمردل، أما عندك شيء؟ قلت: سويق كأنّه قراضة الذهب، فأتيته بعسّ يغيب فيه الرأس فجعل يشربه، فلما فرغ تجشّأ كأنه صارخ في جبّ، ثم قال: يا غلام، أفرغت من غدائنا؟ قال: نعم، قال: ما هو؟ قال: نيّف وثمانون قدرا، قال:
فائتني بقدر قدر وبقناع عليه رقاق، فأكل من كلّ قدر ثلاث لقم، ثم مسح يده واستلقى على فراشه، وأذن للناس، فوضعت الخون وقعد يأكل مع الناس.
«٢١٣» - قال الأصمعيّ: حدّثت الرشيد أنّ سليمان بن عبد الملك كان يؤتى بالسّفود عليه دجاج سمين مشوي، فلا ينتظر أن ينزع من السّفّود، ولا يلتمس منديلا يؤتى به، فيأخذه بكمّه، فيأكل واحدة واحدة حتى يأتي عليه، فقال الرشيد: ويحك يا أصمعيّ، ما أعلمك بأخبار الناس! فإني اعترضت جباب سليمان، فوجدت فيها آثار الدّهن، فظننته طيبا حتى حدّثتني. وأمر لي بجبّة منها.
«٢١٤» - ويحكى أنّ سبب موته أنّه أتي بقصعتين عظيمتين من بيض مصلوق وتين فكان [يجمع] بين بيضة وتينة حتى أتى عليها.
«٢١٥» - وروي أنّ بلال بن أبي بردة ذبح تيسا ضخما وسلخه، وجعل يضع اللّحم على النار قطعة قطعة ويأكلها حتى لم يبق إلا العظام، ثم جاءت