«٢٢٥» - وقال بعضهم: كنت أمرّ في أزقّة بغداد إذ صيح: الطريق، الطريق، فالتفتّ فإذا أنا برجل محمول، فقلت: ما أصابه؟ فقيل: أكل الهريسة، فأعجزته عن المشي والحركة، فنحن نحمله إلى منزله.
«٢٢٦» - وقال اليعفوريّ:[أشتهي] أن آكل من العنب الرازقيّ حتى ينشقّ بطني، فقيل له: أو تشبع، قال: هذا ما لا يكون.
«٢٢٧» - وقيل لآخر: كيف أكلك؟ قال: كما لا يحبّه البخيل.
«٢٢٨» - وقال بعضهم: أتاني رجل عشيّا، فطلب تمرا، فأمرت بإحضار شيء منه كثير جدّا، فابتدأ يأكل، ونمت، فلما أصبحت وخرجت فإذا هو يأكل، فقلت: باكرت التّمر؟ قال: لم أنم بعد، فديتك! أنا آكل منذ رأيتني.
«٢٢٩» - ومن المشهورين بالأكل هلال بن الأسعر المازني.
قال المعتمر بن سليمان: قلت له: ما أكلة بلغتني عنك؟ قال: جعت مرّة ومعي بعير لي، فنحرته، وأكلته إلا ما حملت منه على ظهري، فلما كان الليل راودت أمة لي، فلم أصل إليها، فقالت: كيف تصل إليّ، وبيننا جمل!؟
فقلت له: كم بلّغتك تلك الأكلة؟ قال: أربعة أيام. وكان يضع على فيه، ويصب النّبيذ واللبن. وكان غليظا عبلا شديدا أيّدا.
٢٣٠- وقال له رجل: ما هذه الكدنة؟ قال: عنوان الخصب.
«٢٣١» - وقال بعضهم: أتانا هلال بن الأسعر، فأكل جميع ما كان في بيتنا،