«٣٤٠» - قال عثمان الدقيق الصوفيّ: رأيت أبا العباس بن مسروق، وهو أحد شيوخ الصوفية، في يوم مطير على الجسر مشدود الوسط، فقلت له: يا عمّ، إلى أين في هذا اليوم المطير؟ فقال: إليك عنّي، فقد بلغني أنّ بالمأمونية رجلا يقول: ليس الباذنجان طيّبا؛ أريد أن أمضي إليه وأقول له: كذبت، وأرجع.
«٣٤١» - خرج طفيليّ من منزل قوم مشجوجا، فقيل له: من شجّك؟ قال:
ضرسي.
«٣٤٢» - قيل لأعرابيّ: كيف حزنك على ولدك؟ قال: ما ترك لي حبّ الغداء حزنا على أحد.
«٣٤٣» - سمع بنان رجلا يقول: يخرج الدجال في سنة قحط مجدبة، ومعه جرادق أصفهانية، وملح ذرآني، وأنجذاني [١] سرخسي، فقال: هذا- عافاك الله- رجل يستحقّ أن يسمع له ويطاع.
٣٤٤- قال أبو بكر بن عيّاش: كنّا نسمّي الأعمش سيّد المحدّثين، وكنّا نجيئه آخر من يقصده، لأنّا نطيل عنده، وكان لا يزال يطعمنا الشيء ممّا يحضره، ويسألنا فيقول: بمن مررتم اليوم، [ ... ] ، وعمّن أخذتم؟ فنسمّي له الواحد، فيشير بيده، أي جيّد، ونسمّي آخر فيومىء بأصبعه، أي صالح، ونسمّي آخر، فيقول: طير طيّار، ونسمّي آخر، فيقول: طبل مخرّق. فقال
[١] ذرآني: شديد البياض. والأنجذان: نبات أسود وأبيض له قرون كقرون اللوبياء.