للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولسنا دونك في قريش، ولا خير في القرابة؟ فقال عمر: ألا أخبركم عن أنفسكم؟ قالوا: بلى، فإنّا لو استعفيناك ما أعفيتنا، فقال: أما أنت يا زبير فوعقة لقس، مؤمن الرّضا كافر الغضب، يوم [ ... ] شيطان، ولعلّها لو أفضت إليك، لظللت [ ... ] تلاطم في البطحاء على مدّ من شعير، أفرأيت إن أفضت إليك، فمن يكون على الناس يوم تكون شيطانا، ومن يكون إذا غضبت إماما؟ ما كان الله ليجمع لك أمر أمة محمد صلّى الله عليه وأنت في هذه الصفة.

ثم أقبل على طلحة فقال: أقول أم أسكت؟ قال: قل، فإنّك لا تقول لي من الخير شيئا. قال: ما أعرفك منذ ذهبت أصبعك يوم أحد من البأو الذي أحدثت، ولقد مات رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو ساخط للكلمة التي قلتها يوم نزلت آية الحجاب. أفأقول أم أسكت؟ قال: تالله لما سكتّ.

ثم أقبل على سعد فقال: إنّما أنت صاحب قنص وقوس وأسهم، ومقنب من هذه المقانب، وما زهرة والخلافة وأمور الناس؟

ثم أقبل على عليّ بن أبي طالب، فقال: لله أنت لولا دعابة فيك، أما والله لو وليتهم لحملتهم على المحجّة البيضاء والحقّ الواضح، ولن يفعلوا.

ثم قال: وأنت يا عبد الرحمن، فلو وزن إيمان المسلمين بإيمانك لرجحت، ولكن فيك ضعف، وليس يصلح هذا الأمر لمن ضعف مثل ضعفك، وما زهرة وهذا الأمر؟

ثم أقبل على عثمان فقال: هيهن إليك، كأني بك وقد قلّدتك قريش هذا الأمر، [......] فحملت بني أمية وبني أبي معيط على رقاب الناس، وآثرتهم بالفيء، فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب فذبحوك على فراشك ذبحا، والله لئن فعلوا لتفعلنّ، ولئن فعلت ليفعلنّ، ثم أخذ بناصيته فناجاه، ثم قال: إذا كان ذلك، فاذكر قولي هذا، فإنّه كائن.

<<  <  ج: ص:  >  >>