للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبوك وسمعته يقول: هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي، وهذه الشيماء بنت بقيلة على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود، فقلت: [يا رسول الله] ، إن نحن دخلنا الحيرة فوجدتها بما تصف، فهي لي، فقال: هي لك. ثم كانت الرّدّة فدخلناها، فكان أوّل من لقينا الشيماء كما قال صلّى الله عليه وسلم على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود، فتعلّقت بها وقلت: هذه وهبها لي رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فدعا خالد بالبيّنة، فشهد لي محمد بن سلمة ومحمد بن بشير الأنصاري، فدفعها إليّ؛ وجاء أخوها عبد المسيح فقال لي: بعنيها، فقلت: لا أنقصها والله من عشر مئات شيئا، فأعطاني ألف درهم، فقال لي: لو قلت مائة ألف لدفعتها إليك، فقلت: ما كنت أحسب عددا أكثر من عشر مئات.

«٣٧٣» - قال شيبة بن [عثمان بن] طلحة: ما كان أحد أبغض إليّ من رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ وكيف لا يكون ذلك وقد قتل منا ثمانية، كلّ منهم يحمل اللواء. فلما فتح مكّة أيست ممّا كنت أتمنّاه من قتله، وقلت في نفسي: قد دخلت العرب في دينه فمتى أدرك ثأري منه؟ فلما اجتمعت هوازن لحنين قصدتهم لأجد منهم غرّة فأقتله، ودبّرت في نفسي كيف أصنع؛ فلما انهزم الناس وبقي رسول الله صلّى الله عليه وسلم مع النفر الذين بقوا معه، جئت من ورائه، ورفعت السّيف حتى إذا كدت أحطّه غشّي فؤادي فلم أطق ذلك [وعرفت أنه] ممنوع.

وروي أنه قال: فرفع لي شواظ من نار حتى كاد أن يمحشني، ثم التفت إليّ وقال لي: أدن يا شيب فقاتل، ووضع يده في صدري، فصار أحبّ الناس إليّ، وتقدّمت فقاتلت بين يديه، ولو عرض لي أبي لقتلته في نصرة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فلما انقضى القتال دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال لي: الذي أراد الله بك خير ممّا أردته بنفسك، وحدّثني بجميع ما زوّرته في نفسي، فقلت: ما اطّلع على هذا أحد إلا الله، وأسلمت.

<<  <  ج: ص:  >  >>