«٦٤٣» - وقال أيضا: [من الكامل]
هل آجل ممّا أؤمّل عاجل ... أرجو زمانا والزمان حلاحل
وأعزّ مفقود شباب عائد ... من بعد ما ولّى وإلف واصل
ما أحسن الدنيا بشمل جامع ... لكنّها أمّ البنين الثّاكل
جرت الليالي والتّنائي بيننا ... أمّ الليالي والتنائي هابل
وكأنما يوم ليوم طارد ... وكأنّما دهر لدهر آكل
في كلّ يوم أستزيد تجاربا ... كم عالم بالشيء وهو يسائل
«٦٤٤» - محمد بن بشير: [من البسيط]
خلوت بالبيت أرضى بالذي رضيت ... به المقادير لا شكوى ولا شغب
فردا تحدثني الموتى وتنطق لي ... عن علم ما غاب عنّي منهم الكتب
هم مؤنسون وألّافّ غنيت بهم ... فليس لي في أنيس غيرهم أرب
لله من جلساء لا جليسهم ... ولا عشيرهم للشرّ مرتقب
لا بادرات الأسى يخشى رفيقهم ... ولا يلاقيه منهم منطق ذرب
حتى كأنّي قد شاهدت عصرهم ... وقد مضت دونهم من دهرهم حقب
«٦٤٥» - ومن المقاصد الغريبة للشعراء قول الرضيّ يوم خلع الطائع، وكان حاضرا القبض عليه: [من البسيط]
أمسيت أرحم من أصبحت أغبطه ... لقد تقارب بين العزّ والهون
ومنزل كان بالسّراء يضحكني ... يا قرب ما عاد بالضّراء يبكيني
هيهات أغترّ بالسلطان ثانية ... قد ضلّ ولّاج أبواب السلاطين