الكذب. قالوا: من هم يا أبا أمية؟ فقال: ما أنا بالذي أخبركم. فجعلوا يسألونه وتبعوه ميلا أو قرابة ميل يقولون: يا أبا أمية من هم؟ وهو يقول: لا أخبركم.
فانصرفوا عنه وهم يتلهّفون [ويقولون] : ليته أخبرنا بهم.
«٧٤٢» - وحج الأعمش فلما أحرم لاحاه الجمّال في شيء فرفع عكّازه فشجّه بها، فقيل له: يا أبا محمد وأنت محرم؟ قال: إن من تمام الإحرام شجّ الجمّال.
«٧٤٣» - وقال ابن عياش: رأيت على الأعمش فروة مقلوبة صوفها إلى خارج، فأصابنا مطر فمررنا على كلب فتنحّى الأعمش وقال: لا يحسبنا شاة.
«٧٤٤» - وقال عيسى بن موسى، وهو يلي الكوفة، لابن أبي ليلى: اجمع الفقهاء واحضروني. فجاء الأعمش في جبة فرو، وقد ربط وسطه بشريط، [فأبطأوا] فقام [الأعمش] وقال: إن أردتم أن تعطونا شيئا وإلا فخلّوا سبيلنا.
فقال عيسى لابن أبي ليلى: قلت لك تأتيني بالفقهاء فجئتني بهذا؟ فقال: هذا سيّدنا الأعمش.
«٧٤٥» - وقيل للأعمش ما تصنع عند مظهر أخي يقطين؟ فقال: آتيه كما آتي الحشّ إذا لي إليه حاجة.
«٧٤٦» - وكان بين الأعمش وبين امرأته وحشة، فسأل بعض أصحابه ان يرضيها ويصلح بينهما. فدخل إليها وقال: إن أبا محمد شيخنا وفقيهنا، فلا يزهّدنّك فيه عمش عينه وحموشة ساقيه، وضعف ركبتيه، وقزل رجليه، ونتوء جبينه، وبخر فيه. فقال الأعمش: قم عنا قبّحك الله فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعرفه وتبصره.