فقال له عمر: ما أراك تقرأ من كتاب الله شيئا، قال: بلى إني لأقرأ، قال: فاقرأ، فقرأ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها
(الزلزلة: ١) فلما بلغ آخرها قرأ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ
، فقال عمر: ألم أقل لك إنّك لا تحسن تقرأ. قال: أولم أقرأ؟ قال: لأنّ الله عزّ وجلّ قدّم الخير وأنت قدّمت الشرّ، فقال عقيل:[من الطويل]
خذا بطن هرشى أو قفاها فإنه ... كلا جانبي هرشى لهن طريق
٧٨٦- وعقيل هذا من قوم فيهم جفاء وغلظ. مات رجل منهم فكفنه أخواه في عباءة له، وقال أحدهما للآخر: كيف تحمله؟ قال: كما تحمل القربة.
فعمد إلى حبل فشدّ طرفه في عنقه وطرفه في ركبته، وحمله على ظهره. فلما أراد دفنه حفر له حفرة وألقاه فيها، وهال عليه التراب حتى واراه. فلما انصرفا قال لأخيه: يا هناه! أنسيت الحبل في عنق أخي ورجليه، وسيبقى مكتوفا إلى يوم القيامة. فقال له: دعه يا هناه! قال: [إن] يرد الله به خيرا يحلّه.
٧٨٧- قيل لأعرابي وقد تزوج بعدما كبر: لم تأخرت عن التزويج؟
فقال: أبادر ابني باليتم قبل أن يسبقني بالعقوق.
«٧٨٨» - وقيل لأعرابي: ما تقرأ في صلاتك؟ قال: أمّ الكتاب ونسبة الرب وهجاء أبي لهب.
«٧٨٩» - وسمع آخر يقرأ: الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً
(التوبة: ٩٧) فقال: لقد هجانا. ثم سمعه يقرأ بعده: وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
(التوبة: ٩٩) فقال: لا بأس هجا ومدح، هذا كما قال شاعرنا: