كان خصمي من المسلمين لساويته في المجلس، ولكني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا تساووهم في المجلس وألجئوهم إلى أضيق الطريق، فإن سبّوكم فاضربوهم، وان ضربوكم فاقتلوهم. ثم قال شريح: ما تشاء يا أمير المؤمنين؟
قال: درعي سقطت منّي وعرفتها، قال شريح: يا يهوديّ ما تقول؟ قال اليهوديّ: درعي وفي يدي، فقال شريح: صدقت، والله يا أمير المؤمنين إنها لدرعك ولكن لا بدّ من شاهدين، فدعا قنبرا مولاه والحسن ابنه فشهدا إنّها لدرعه، فقال شريح: أما شهادة مولاك فقد أجزناها، وأما شهادة ابنك فلا نجيزها. فقال علي: ثكلتك أمّك، أما سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة؟ قال: اللهم نعم، قال: أفلا تجيز شهادة سيد شباب أهل الجنّة؟ والله لأوجهنّك إلى بانقيا تقضي بين أهلها أربعين ليلة، ثم قال لليهودي: خذ الدرع. فقال اليهوديّ:
أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى عليه ورضي، صدقت والله يا أمير المؤمنين إنها لدرعك سقطت عن جمل أورق لك التقطتها، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فوهبها له وأجازه بتسعمائة، وقتل معه يوم صفين. وهذا الخبر يجمع معناه سياسة الدين والدنيا.
[١٠٥٧]- قال أبو حاتم: حضرت بعض ولاة البصرة وكان جبارا (ولم يسمّه) فسمعت رجلا في مجلسه يقول: الأتباع يؤنسهم البشر، ويوحشهم الازورار، ويلمهم لين الجانب، ويفرّقهم عنف المعشرة، وازدحام الآمال لديك نعمة من الله عليك، فقابل النعمة بحسن المعاشرة تستدم ورادها، وتستدع نافرها.
قال: فما زلت أعرف موقع هذا الكلام من ذلك الوالي حتى افترقنا.
[١٠٥٨]- نظر رجل من قريش إلى صاحب له قد نام في غداة من
[١٠٥٨] الامتاع والمؤانسة ٢: ٦٦ وقارن بما أورده البيهقي: ٥٤٧ عن ابن عباس حين وجد بعض ولده نائما بالغداة فركله برجله ... وربيع الابرار: ٤٠٠/أ- ب.