للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعر، ولحمته من أوبار الإبل، قالت: فحبوت إليه أطلبه، فألفيته كالثوب الساقط على وجهه من الأرض وهو يقول: سجد لك خيالي وسوادي، وآمن بك فؤادي، وهذه يدي وما جنيت بها على نفسي، أنت عظيم ترجى لكل عظيم، فاغفر الذنب العظيم، فقلت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، إنك لفي شأن وإني لفي شأن، فرفع رأسه ثم عاد ساجدا فقال: أعوذ بوجهك الذي أضاءت له السموات السبع والأرضون السبع من فجأة نقمتك، وتحويل عافيتك، ومن شرّ كتاب قد سبق، وأعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.

فلما انصرف من صلاته تقدمت أمامه حتى دخلت البيت ولي نفس عال، فقال: مالك يا عائشة؟ فأخبرته الخبر، فقال: ويح هاتين الركبتين ماذا لقيتا هذه الليلة ومسح عليهما، ثم قال: أتدرين أيّ ليلة هذه يا عائشة؟ قلت:

الله ورسوله أعلم، قال: هذه ليلة النصف من شعبان فيها تراقب الآجال وتثبت الأعمال.

[٤٨]- وقال صلّى الله عليه وسلّم: كلمة من الخير يسمعها المؤمن ويعمل بها ويعلّمها خير من عبادة سنة.

[٤٩]- وقال صلّى الله عليه وسلّم: استأنسوا بالوحدة عن جلساء السّوء.

[٥٠]- وقال: لا تدعوا حظكم من العزلة فإن العزلة عبادة.

[٥١]- وقال صلّى الله عليه وسلّم: ما أسرّ امرؤ سريرة إلّا ألبسه الله رداءها، إن خيرا


[٤٨] قارن بما في كشف الخفا ٢: ١٦٨.
[٤٩] العقد ٣: ٢١٣.
[٥٠] العقد ٣: ٢١٣، وأورد الخطابي (العزلة: ١٢) ، خذوا بحظكم من العزلة منسوبا لعمر بن الخطاب ونسب له في المستطرف ١: ٨٦، وورد في طبقات ابن سعد ٤: ١٦١، منسوبا لابن عمر وكذلك في ربيع الأبرار ١: ٧٦٦.
[٥١] العقد ٣: ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>