للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٥]- ومن مواعظه عليه السلام: أيّها الناس إنّ هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، ألا وإنّ الله تعالى خلق الدنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببا، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي، وإنها لسريعة الذهاب وشيكة الانقلاب، فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها، واهجروا لذيذ عاجلها لكريه آجلها، ولا تسعوا في عمران دار قد قضى خرابها، ولا تواصلوها وقد أراد منكم اجتنابها، فتكونوا لسخطه متعرّضين، ولعقوبته مستحقّين.

[٤٦]- وقال صلّى الله عليه وسلّم لرجل يوصيه: أقلل من الشهوات يسهل عليك الفقر، وأقلل من الذنوب يسهل عليك الموت، وقدّم مالك أمامك يسرّك اللحاق به، واقنع بما أوتيته يخفّ عليك الحساب، ولا تتشاغل عمّا فرض الله عليك بما ضمن لك، إنه ليس بفائتك ما قسم لك ولست بلاحق ما زوي عنك، فلا تك جاهدا فيما يصبح نافدا، واسع لملك لا زوال له في منزل لا انتقال عنه.

[٤٧]- وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كنت نائمة مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليلة النصف من شعبان ثم انتبهت فإذا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليس عندي، فأدركني ما يدرك النساء من الغيره فلففت مرطي، أما والله ما كان خزّا ولا قزا ولا قطنا ولا كتانا، قيل: فما كان يا أم المؤمنين «١» ؟ قالت: كان سداوته من


[٤٥] قارن ببهجة المجالس ٢: ٢٩٢، حيث ورد بعضه منسوبا لسفيان الثوري.
[٤٦] محاضرات الأبرار ٢: ٢٧٣.
[٤٧] العلل المتناهية ٢: ٦٦- ٦٩، وذكر عدة صور له وقال في جميعها: إنه حديث لا يصحّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>