للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرضه، المطرّح لحقده، المعنيّ بأمر جماعته، وأحسن القول ما قارنه الفعل.

«١٦» - قدم وفد العراق على معاوية وفيهم الأحنف، فقام الآذن وقال:

إن أمير المؤمنين يعزم عليكم أن يتكلم أحد إلا لنفسه، فلما وصلوا إليه قال الأحنف: لولا عزمة أمير المؤمنين لأخبرته أنّ رادفة ردفت، ونازلة نزلت، ونائبة نابت، والكلّ بهم الحاجة إلى معروف أمير المؤمنين وبره. فقال:

حسبك يا أبا بحر فقد كفيت الغائب والشاهد.

«١٧» ومثل ذلك، بل أبلغ وأصلت [١] ، ومن امرأة أعظم وأغرب، ما روي عن سودة بنت عمارة الهمدانيّة، وفدت على معاوية فقال لها: ما حاجتك؟ قالت: إنك أصبحت للناس سيدا، ولأمرهم متقلّدا، والله مسائلك عن أمرنا، وما افترض عليك من حقّنا، ولا يزال يقدم علينا من ينوء [٢] بعزّك ويبطش بسلطانك فيحصدنا حصد السّنبل، ويدوسنا دوس [٣] البقر، ويسومنا الخسيسة، ويسلبنا [٤] الجليلة، وهذا بسر بن أرطأة قدم علينا من قبلك فقتل رجالي، يقول لي فوهي [٥] بما أستعصم الله سبحانه وتعالى منه وألجأ إليه فيه، ولولا الطاعة لكان فينا عزّ ومنعة. فإما عزلته عنّا فشكرناك، وإما لا فعرفناك. فقال معاوية: أتهدديني بقومك؟ لقد هممت أن أحملك على قتب [٦] أشرس فأردّك إليه ينفذ فيك حكمه. فأطرقت تبكي ثم أنشأت تقول:

[من البسيط]


[١] م: وأصلب.
[٢] العقد: ينهض.
[٣] العقد: دياس.
[٤] العقد: ويسألنا.
[٥] م: فهو.
[٦] م: ذنب.

<<  <  ج: ص:  >  >>