للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بك ذلك [١] . قال فسألهم فقالوا: إنا ننزل من جاءنا ولا نرحّل من خرج عنا؛ فسمع الغاضريّ هذا الحديث فجاءه وقال له: أنا يهوديّ إن لم يكن الذي قال لك الغلمان أحسن من شعرك.

«٤٨٠» - قال إسحاق الموصليّ: دخلت يوما إلى المعتصم وعنده إسحاق ابن إبراهيم بن مصعب، فاستدناني فدنوت، واستدناني فتوقفت خوفا من أن أكون موازيا في مجلسي لإسحاق بن إبراهيم، ففطن المعتصم وقال: إنّ إسحاق كريم وإنك لم تستنزل [٢] ما عند الكريم بمثل إكرامه، ثم تحدثنا فأفضت بنا المذاكرة إلى قول أبي خراش الهذلي: [من الطويل]

حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشرّ أهون من بعض

فأنشدها المعتصم إلى آخرها، وأنشد فيها:

ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... سوى أنّه قد حطّ عن ماجد محض

فغلطت وأسأت الأدب فقلت: يا أمير المؤمنين هذه رواية الكتّاب وما أخذ عن المعلم، والصحيح: بزّ عن ماجد محض، فقال لي: نعم صدقت، وغمزني بعينه يحذّرني من إسحاق، وفطنت لغلطي فأمسكت، وعلمت أنه قد أشفق عليّ من بادرة تبدر من إسحاق لأنه كان لا يحتمل مثل هذا في الخلفاء من أحد حتى يعظم [٣] عقوبته، ويطيل حبسه كائنا من كان، فنبهني رحمه الله على ذلك.

٤٨١- لما مات عبيد الله بن سليمان بن وهب وارتفع الصراخ من داره


[١] ر: ذاك.
[٢] ر: يسترك.
[٣] ر: تعظم.

<<  <  ج: ص:  >  >>