للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ يوم القيامة يوم ذو حسرات، وإنّ من أعظم الحسرات غدا أن ترى مالك في ميزان غيرك، فيا لها عثرة لا تقال وتوبة لا تنال.

«٩٤٠» - كان الحطيئة ساقط النفس دنيء الهمة، أتى بني كليب فقالوا: هو أشعر الناس، وهابوه وحكّموه وقالوا: سل ما أحببت يا أبا مليكة وأكثر ولا تبق علينا، فظنّوا أنه يسأل في دية، فقال: قصعة من ثريد قالوا:

ألف قصعة قال: لا أريد إلا واحدة، فأكل فشبع وقال: [من الوافر]

لعمرك ما المجاور في كليب ... بمقصى في المحلّ ولا مضاع

ويحرم سرّ جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم أنف القصاع

وقدم المدينة فاستعدّوا له من كلّ جانب، وقال بعضهم: عليّ عشر من الإبل، وقال آخر: عليّ خمس وقال آخر: عليّ ألف درهم، وأعدّوا له كلّ ضرب من الثياب، فلما دخل قام متوكئا على عصاه فقال: من يحمل عليّ سمل نعله؟ من يعين بسحق عميمة؟ من يكسو جبيبة صوف؟ فسقط من أعينهم.

وخبره مع سعيد بن العاص يشبه هذا وقد ورد في موضعه.

«٩٤١» - عمرو [١] بن أحمر الباهلي: [من الطويل]

إذا أنت راودت البخيل رددته ... إلى البخل واستمطرت غير مطير

ومن يطلب المعروف من غير أهله ... يجد مطلب المعروف غير يسير

إذا أنت لم تجعل لعرضك جنّة ... من الذمّ سار الذمّ كلّ مسير


[١] م: وقال عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>