للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٩٤٢» - دخل خالد بن صفوان في يوم شديد الحرّ على هشام، وهو في بركة فيها مجالس كالكراسيّ، فقعد على بعضها، فقال له هشام: ربّ خالد قد قعد مقعدك هذا، حديثه أشهى إليّ من الشهد، أراد خالد بن عبد الله القسري، فقال: ما يمنعك من إعادته إلى مكانه؟ قال: هيهات إنّ خالدا أدلّ فأملّ، وأوجف فأعجف، ولم يدع لراجع مرجعا، ولا للعودة موضعا، وأنشد: [من الطويل]

إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكد ... إليه بوجه آخر الدهر تقبل

ثم سأله أن يزاد عشرة دنانير في عطائه فردّه، فقال له: وفقك الله يا أمير المؤمنين، فأنت كما قال أخو خزاعة، يعني كثيرا: [من الطويل]

إذا المال لم يوجب عليك عطاءه ... صنيعة قربى أو صديق توامقه

منعت وبعض المنع حزم وقوة ... ولم يفتلذك المال إلا حقائقه

فقيل له: ما حملك على تزيينك الإمساك لهشام [١] ؟ فقال: أحببت أن يمنع غيري فيكثر من يلومه.

«٩٤٣» - سأل المأمون اليزيدي عن ابنه العبّاس فقال: رأيته وقد ناوله الغلام أشنانا ليغسل يده، فاستكثره فردّ بعضه في الاشناندانه ولم يلقه في الطّست، فعلمت أنه بخيل لا يصلح للملك.


[١] م: عن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>