للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الطعام، فدعا أشعب في شهر رمضان كي يفطر عنده، فقدّمت إليه في أوّل ليلة مصليّة [١] معقودة، وكانت تعجبه، فجعل أشعب يمعن فيها وزياد يلمحه، فلما فرغوا من الأكل قال زياد: ما أظنّ أنّ لأهل السجن إماما يصلي بهم في هذا الشهر، فليصلّ بهم أشعب، فقال أشعب: أو غير ذلك أصلحك الله، قال: وما هو؟ قال: أحلف أني لا أذوق مصلية أبدا، فخجل زياد وتغافل عنه.

٩٦٦- قال ابن باذشاه: كان عندنا بأصفهان رجل أعمى يطوف ويسأل، فأعطاه مرة إنسان رغيفا فدعا له وقال: أحسن الله إليك، وبارك عليك، وجزاك خيرا، وردّ غربتك؛ فقال له الرجل: ولم ذكرت الغربة؟

قال: لأنّ لي ها هنا عشرين سنة ما ناولني أحد رغيفا صحيحا.

«٩٦٧» - كانت بالمدينة جارية يقال لها بصبص، مغنية يجتمع الأشراف عند مولاها لسماع غنائها، فاجتمع عندها يوما محمد بن عيسى الجعفري وعبد الله بن مصعب الزبيري [٢] في جماعة من أشراف المدينة، فتذاكروا أمر مزبد وبخله، فقالت بصبص: أنا آخذ لكم منه درهما فقال لها مولاها: أنت حرّة إن لم أشتر لك مخنقة بمائة دينار إن فعلت هذا، وأشتري لك مع هذا ثوب وشي بمائة دينار، وأجعل لك مجلسا بالعقيق أنحر فيه بدنة لم تركب ولم تقتب، قالت: فجيء به وارفع الغيرة عني قال: أنت حرة إن منعتك منه ولو رأيته قد رفع رجليك ولأعاوننّه على ذلك إذا حصّلت منه الدرهم، فقال عبد الله بن مصعب: أنا لكم [٣] به، قال عبد الله: فصليت الغداة في مسجد


[١] م: بصلية. (وفي بعض المصادر: مضيرة) .
[٢] ع: الزهري.
[٣] م: آتيكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>