للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: امرأته طالق إن لم تكوني نبيّة مرسلة، فقبّلها وغنّته، ثم قالت:

يا أبا إسحاق، رأيت قطّ أنذل من هؤلاء؟ يدعونك ويخرجوني إليك ولا يشترون لنا ريحانا بدرهم؟ هلمّ درهما نشتري به ريحانا، فوثب وصاح:

واحرباه، أي زانية، أخطأت استك الحفرة، انقطع والله الوحي عنك، ووثب من عندها وجلس ناحية، فعطعط القوم بها، وعلموا أنّ حيلتها لم تنفذ عليه، وعادوا لمجلسهم وخرج مزبد من عندهم فلم يعد إليهم.

«٩٦٨» - سأل يحيى بن خالد أبا الحارث جمينا عن مائدة ابنه فقال:

أما مائدته فمن نصف سمسمة، وأما صحافه فمقورة من قشور حبّ الخشخاش، وما بين الرغيف والرغيف مدّ البصر، وما بين واللون واللون فترة ما بين نبيّ ونبيّ، قال: فمن يحضرها؟ قال: خلق كثير من الكرام الكاتبين، قال فيأكل معه أحد؟ قال: نعم الذباب [١] ، قال: سوءة له، وهذا ثوبك مخرّق وأنت بفنائه تطور [٢] ، فلو رقعت قميصك، قال: ما أقدر على إبرة، قال:

هو يعطيك، قال: والله لو ملك بيتا من بغداد إلى النوبة مملوءا إبرا في كلّ إبرة خيط ثم جاء جبريل وميكائيل ومعهما يعقوب النبيّ عليه السلام يسألونه إبرة يخيط بها يوسف قميصه الذي قدّ من دبر ما أعطاهم.

«٩٦٩» - ولقيه رجل وقد تعلق به غلام، فقال: يا أبا الحارث، من هذا؟ قال: هذا غلام للفضل بن يحيى، كنت عند مولى هذا أمس فقدّم إلينا مائدة عليها رغيفان عملا من نصف خشخاشة، وثريدة في سكرّجة


[١] نثر: الذبان.
[٢] م: تطوف بفنائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>