للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدارع وأخرّوا الحاسر، وعضّوا على الأضراس فإنه أنبا للسيوف عن الهام، والتووا في أطراف الرماح فإنه أنور [١] للأسنّة، وغضوا الأبصار فإنه أربط للجأش وأسكن للقلوب، وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل، ورايتكم فلا تميلوها ولا تحلّوها [٢] ولا تجعلوها إلا بأيدي شجعانكم والمانعين الذمار منكم، فإن الصابرين على نزول الحقائق هم الذين يحفّون براياتهم ويكتنفونها، حفافها [٣] وأمامها ووراءها، لا يتأخرون عنها فيسلمونها [٤] ، ولا يتقدمون عليها فيفردونها [٥] ، اجزأ [٦] امرؤ قرنه، وواسى أخاه بنفسه، ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه، وايم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآخرة، أنتم لهاميم العرب والسنام الأعظم، إنّ في الفرار موجدة الله والذلّ اللازم والعار الباقي، وإنّ الفارّ غير مزيد في عمره ولا محجوز بينه وبين يومه.

«١٠١٦» - كتب عمر بن عبد العزيز إلى الجراح: بلغني أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا بعث جيشا أو سرية قال: اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله تقاتلون من كفر بالله، لا تغلّوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا امرأة ولا وليدا، فإذا بعثت جيشا أو سرية فمرهم بذلك.

«١٠١٧» - وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عند عقد الألوية:


[١] م ونهج: أمور.
[٢] نهج: تخلوها.
[٣] نهج: حفافيها.
[٤] نهج: فيسلموها.
[٥] نهج: فيفردوها؛ ح م: فيردونها.
[٦] ح: آخرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>