للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرمي الطريق وإن صددت لضيعة ... وأنازل البطل الكميّ الحاردا

فقلت: لمن هذه الأبيات؟ فقال للأحوص بن جعفر بن كلاب تمثّل بها يوم شعب جبلة، وهو اليوم الذي لقيت فيه قيس تميما. قال: وأقبلت عساكر أبي جعفر فقتل من أصحابه وقتل من القوم حتى كاد الظفر يكون له، قال المفضل، فقال لي: حرّكني بشيء، فأنشدته هذه الأبيات: [من الطويل]

ألا أيها الناهي فزارة بعد ما ... أجدّت [١] أسيرا إنما أنت حالم

أبى كلّ حرّ أن يبيت بوتره ... ويمنع منه النوم إذا أنت نائم

أقول لفتيان العشيّ تروّحوا ... على الجرد في أفواههنّ الشكائم

قفوا وقفة من يحي لا يخز بعدها ... ومن يخترم لا تتّبعه اللوائم

وهل أنت إن باعدت نفسك منهم ... لتسلم فيما بعد ذلك سالم

فقال لي: أعد، فتنبهت فقلت: أو غير ذلك؟ فقال: لا أعدها فأعدتها فتمطّى في ركابيه حتى خلته قد قطعهما، فطعن رجلا وطعنه آخر فقلت: أتباشر الحرب بنفسك والعسكر منوط بك؟ فقال إليك يا أخا بني ضبة، كأن عويفا أخا بني فزارة كان ينظر إلينا في يومنا هذا حين يقول:

[من المتقارب]

ألمّت خناس وإلمامها ... أحاديث نفس وأسقامها

يمانية من بني مالك ... تطاول في المجد أعمامها

وإنّ لنا أصل جرثومة ... تردّ الحوادث أيامها

تردّ الكتيبة مفلولة ... بها أفنها وبها ذامها

قال: وجاءه السهم العاثر فشغله عني.

«١١٦٩» - قال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد لمعاوية: إني لأعجب


[١] ع ح م: أخذت؛ الأغاني: أجدت بسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>