للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لك، تتقدم حتى أقول: أشجع الناس، وتتأخر حتى أقول: أجبن الناس، فقال له: إنني أتقدّم ما كان التقدم حزما، وأتأخر ما كان التأخر حزما كما قيل: [من الطويل]

شجاع إذا ما أمكنتني فرصة ... فإن لم تكن لي فرصة فجبان

«١١٧٠» - محمد بن عبد الملك بن صالح بن علي الهاشمي: [من الكامل]

وكتيبة كالليل بل هي أظلم ... فيها شعار بني النزال تقدموا

تذر الاكام صفاصفا مسلوكة ... والبحر رنقا ماؤه يتقسّم

ولها يمين لا تشلّ بنانها ... ولها شمال صوب درّتها الدم

وكأن بين يمينها وشمالها ... نارا بأرواح الكماة تضرّم

نهنهت أولاها بضرب صادق ... هبر كما عطّ الرداء المعلم

وعليّ سابغة الذيول كأنها ... سلخ كسانيه الشجاع الأرقم

«١١٧١» - كان أبو موسى الأشعريّ محاصرا تستر، فخرج رجل من العجم فدعا إلى البراز، فخرج إليه شيخ مسن من باهلة يدعى حليل [١] بن أوس على فرس عجفاء، فقال أبو موسى: ممن الرجل؟ قال: من باهلة، فقال ارجع يا أخا باهلة فإنك بال على بال، وأحجم الناس عن الرجل فدعا ثانية فخرج الباهليّ فردّه أبو موسى، فأبى أن يرجع ومضى، فقال أبو موسى:

اللهم إنه في حلّ، وتطاعنا فقتله الباهليّ وأقبل يجرّ رمحه ويقول: [من الوافر]

رآني الأشعريّ فقال بال ... على بال ولم يعلم بلائي

ومثلك قد عرضت الرمح فيه ... فبان بدائه وشفيت دائي


[١] ح: هليل؛ م: هلال.

<<  <  ج: ص:  >  >>