للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«١٢٠٧» - وقد أكثر المتنبي من [١] ذكر الشجاعة والحماسة، فأضفت ما اخترته من ذلك بعضه إلى بعض: [من الطويل]

أحقّهم بالسيف من ضرب الطّلّى ... وبالأمر من هانت لديه الشدائد

وكلّ يرى طرق الشجاعة والندى ... ولكنّ طبع النفس للنفس قائد

نهبت من الأعمار ما لو حويته ... لهنّئت الدنيا بأنّك خالد

تبكّي عليهنّ البطاريق في الدجى ... وهنّ لدينا ملقيات كواسد

بذا قضت الأيام ما بين أهلها ... مصائب قوم عند قوم فوائد

(٢) وله أيضا: [من الوافر]

كأنّ الهام في الهيجا عيون ... وقد طبعت سيوفك من رقاد

وقد صغت الأسنّة من هموم ... فما يخطرن إلا في فؤاد

(٣) وله أيضا: [من البسيط]

وفارس الخيل من خفّت فوقّرها ... في الدّرب والدم في أعطافها دفع

وأوحدته وما في قلبه قلق ... وأغضبته وما في لفظه قذع

لا يعتقي بلد مسراه عن بلد ... كالموت ليس له ريّ ولا شبع

حتى أقام على أرباض خرشنة ... تشقى به الروم والصّلبان والبيع

للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا ... والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا

تهدي نواظرها والحرب مظلمة ... من الأسنّة نار والقنا شمع

لا تحسبوا من قتلتم [٢] كان ذا رمق ... فليس تأكل إلا الميت الضبع


[١] ح: في.
[٢] الديوان: أسرتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>