٢٦- قيل: أكرم الوفاء ما كان عند الشدة، وألأم الغدر ما كان عند الثقة.
٢٧- كان يحيى بن خالد إذا اجتهد في يمينه قال: لا والذي جعل الوفاء أعزّ ما برأ.
«٢٨» - أبو فراس بن حمدان:[من الطويل]
بمن يثق الإنسان فيما ينوبه ... ومن أين للحرّ الكريم صحاب
وقد صار هذا الناس إلّا أقلّهم ... ذئابا على أجسادهنّ ثياب
«٢٩» - وله:[من البسيط]
أبغي الوفاء بدهر لا وفاء به ... كأنني جاهل بالدهر والناس
«٣٠» - عزل الوليد بن عبد الملك عبيدة بن عبد الرحمن عن الأرذنّ وضربه وحلقه وأقامه للناس، وقال للموكلين به: من أتاه متوجعا فائتوني به، فأتاه عديّ ابن الرقاع العامليّ، وكان عبيدة إليه محسنا، فوقف عليه وقال:[من الوافر]
فما عزلوك مسبوقا ولكن ... إلى الغايات سبّاقا جوادا
وكنت أخي وما ولدتك أمي ... وصولا باذلا لا مستزادا
فقد هيضت بنكبتك القدامى ... كذاك الله يفعل ما أرادا
فوثب الموكلون إليه فأدخلوه إلى الوليد، وأخبروه بما جرى، فتغيّظ عليه الوليد وقال له: أتمدح رجلا قد فعلت به ما فعلت؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنه كان إليّ محسنا، ولي مؤثرا، وبي برّا، ففي أيّ وقت كنت أكافيه بعد هذا اليوم؟
فقال: صدقت وكرمت، وقد عفوت عنه لك وعنك، فخذه وانصرف.