للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٨٦» - روي أنّ الحجّاج جلس لقتل أصحاب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، فقام رجل منهم: فقال: أصلح الله الأمير، إنّ لي عليك حقّا قال:

وما حقّك؟ قال: سبّك عبد الرحمن يوما فرددت عليه، فقال: من يعلم ذلك؟

قال: أنشد الله رجلا سمع ذلك إلّا شهد به. فقام رجل من الأسراء فقال: قد كان ذاك أيها الأمير، قال: خلّوا عنه. ثم قال للشاهد: فما منعك أن تنكر كما أنكر؟ قال: لقديم بغضي إياك، قال: وليخلّ عنه لصدقه.

٨٧- كتب عمر بن عبد العزيز في إشخاص إياس بن معاوية المزني وعديّ ابن أرطأة الفزاري، أمير البصرة وقاضيها يومئذ، فصار إليه عديّ فقرب أن يثني عليه عند الخليفة فقال: يا أبا وائلة إنّ لنا حقّا ورحما، فقال إياس: أعلى الكذب تريدني؟! والله ما يسرّني أن كذبت كذبة يغفرها الله لي ولا يطّلع عليها إلا هذا- وأومأ إلى ابنه- ولي ما طلعت عليه الشمس.

«٨٨» - امتدح ابن ميادة جعفر بن سليمان فأمر له بمائة ناقة فقبّل يده وقال:

والله ما قبّلت يد قرشيّ غيرك إلا واحدا فقال: أهو المنصور؟ قال: لا والله قال:

فمن هو؟ قال: الوليد بن يزيد. فغضب، فقال: والله ما قبّلتها لله، ولكن قبّلتها لنفسي فقال: والله لا ضرّك الصدق عندي، أعطوه مائة ناقة أخرى.

«٨٩» - استشهد ابن الفرات في أيام وزارته عليّ بن عيسى فلم يشهد له وكتب إليه لما عاد إلى بيته: لا تلمني على نكوصي عن نصرتك بشهادة زور، فإنه لا اتفاق على نفاق، ولا وفاء لذي مين واختلاق، وأحر بمن تعدّى الحقّ في مسرّتك إذا رضي، أن يتعدّى إلى الباطل في مساءتك إذا غضب.

«٩٠» - قيل: أيّ الصدقين السكوت عنه أمثل؟ قيل تزكية المرء نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>