«٩٨» - قال الجاحظ: قلت لروح بن الطائفية: رأيت من يكذب فيما يضرّ وينفع، ولم أر من يكذب فيما لا يضرّ ولا ينفع غيرك، فقال: يا أبا عثمان، لا يكون الكذّاب عندنا كذّابا حتى يكذب فيما لا يضرّه ولا ينفعه.
«٩٩» - قيل لكذاب بما تغلب الناس؟ قال: أبهت بالكذاب وأستشهد بالموتى.
١٠٠- قال الأصمعي: عذلت كذابا في الكذب فقال: والله إني لأسمعه من غيري فيدار بي من شهوته.
١٠١- من كلام سهل بن هارون: إنّ زخرف الكلام لا يثبّت زلل الأقدام، وللصدق آثار في القلوب لا تعفّيها عواصف رياح الكذوب.
«١٠٢» - وللعرب أقوال منكرة، فمن ذاك قول رجل من آل الحارث بن ظالم: والله لقد غضب الحارث يوما فانتفخ في ثوبه، فبدر من عنقه أربعة أزرار، ففقأت أربعة أعين من عيون جلسائه.
وتزعم الرواة أنّ عروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب قال لابني الجون الكنديين: إنّ لي عليكما حقّا لرحلتي ووفادتي، فدعاني أنذر قومي من موضعي، فقالا: شأنك، فصرخ بقومه فأسمعهم على مسيرة ليلة.
ويقولون إنّ أبا عروة السبّاع كان يصيح على السبع فيفتق مرارته في جوفه.
ويقولون في خبر لقمان بن عاد: إنّ جارية له سئلت عما بقي من بصره لدخوله في السنّ، فقالت: لقد ضعف بصره، ولقد بقيت منه بقيّة، إنه ليفصل