للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السيرافي في طبقاته أنه لم يكمله بل أكثر الناس أنكروا كونه من تصنيفه قال بعضهم وإنما هو لليث بن نصر بن سيار الخراساني وقيل عمل الخليل قطعة من أوله إلى آخر حرف العين وكمله الليث ولهذا لا يشبه أوله آخره. وعن ابن المعتز كان الخليل منقطعاً إلى الليث فلما صنفه وقع عنده موقعاً عظيماً فأقبل على حفظه وحفظ منه النصف ثم اتفق أنه احترق ولم يكن عنده نسخة أخرى والخليل قد مات فأملى النصف من حفظه وجمع علماء عصره ليكملوه فكملوه على نمطه أورد ذلك ياقوت في معجم الأدباء. وعن أبي الطيب اللغوي أن الخليل رتب أبوابه وتوفي من قبل أن يحشوه. قال ثعلب وقد حشاه قوم من العلماء إلا أنه لم يؤخذ عنهم رواية فاختل لهذا. وعن ابن راهويه كان الخليل عمل منه باب العين وحده وأحب الليث أن ينفق سوق الخليل فصنف باقيه وسمى نفسه الخليل من حبه له فهو إذا قال فيه قال الخليل بن أحمد فهو الخليل وإذا قال قال الخليل مطلقاً فهو يحكي عن نفسه فجميع ما فيه من الخلل منه لا من الخليل. وأما قدح الناس فيه فقال ابن جني في الخصائص أما كتاب العين ففيه من التخليط والخلل والفساد ما لا يجوز أن يحمل على أصغر اتباع الخليل فضلاً عنه نفسه. واختصره أبو بكر محمد بن الحسن (بن مدحج) الزبيدي (الأندلسي) اللغوي المتوفى سنة ٣٧٩ تسع وسبعين وثلاثمائة «سماه الاستدراك على كتاب العين» قال فيه أنه لا يصح أنه له ولا يثبت عنه وأكثر الظن فيه أن الخليل سبب (١) أصله ثم هلك قبل كماله فتعاطى إتمامه من لا يقوم في ذلك فكان ذلك سبب الخلل والدليل على ما ذكره ثعلب اختلاف النسخ واضطراب رواياته (روايات الكتاب) وعن أبي علي القالي لما ورد كتاب العين من بلاد (بلد) خراسان في زمن أبي حاتم أنكره هو وأصحابه أشد الإنكار لأن الخليل لو (كان) ألفه لحمله أصحابه عنه وكانوا أولى بذلك من رجل مجهول ولما مضت بعده مدة طويلة ظهر الكتاب في زمان أبي حاتم وذلك في حدود سنة ٢٥٠ خمسين ومائتين فلم يلتفت أحد من العلماء إليه. ومن الدليل (على كونه لغير الخليل) أن جميع ما وقع فيه من معاني النحو إنما هو على مذهب الكوفيين وبخلاف مذهب البصريين على خلاف ما ذكره سيبويه عن الخليل وسيبويه حامل علم الخليل وفيه خلط الرباعي والخماسي من أولهما إلى آخرهما فهذبنا جميع ذلك في المختصر وجعلنا لكل شيء منه باباً يحصره وكان الخليل أولى بذلك انتهى كلام الزبيدي في صدر كتابه الاستدراك على العين. قال السيوطي وقد طالعته فرأيت


(١). غلط - ١٢٢ - ٩ C ثبت: F