وأبو الفضل محمد بن الشحنة الحلبي شرحها شرحاً كبيراً ممزوجاً بقوله قال صدر الشريعة الخ «لعله نهاية النهاية في شرح الهداية كما مر وعليه حاشية لمصلح الدين مصطفى بن شعبان السروري المتوفى سنة ٩٦٩ تسع وستين وتسعمائة ذكر فيها التنبيه على أحاديث الهداية. والخلاصة للقاضي علاء الدين «محمود بن عبد الله بن صاعد الحارثي المروزي المتوفى سنة ٦٠٦» وشرح الهداية تقي الدين أبو بكر بن محمد الحصني الشافعي المتوفى سنة ٨٢٩ تسع وعشرين وثمانمائة وشرحها نجم الدين إبراهيم بن علي الطرسوسي الحنفي المتوفى سنة ٧٥٨ ثمان وخمسين وسبعمائة في خمسة مجلدات كذا ذكره ابن أبي شريف. وشرحها الشيخ حميد الدين مخلص بن عبد الله الهندي الدهلي شرحاً حسناً ولم يكمله. ومن التعليقات على شرح الهداية لابن كمال ترغيب اللبيب وهي تعليقة-اسم مؤلفها عبد الرحمن-أولها الحمد لله الذي هدانا بهدايته في بدايتنا الخ-قال فيها أردت أن أشرح كتاب الهداية فشرعت وجمعت أكثر شروحها وميزت بينها وأشرت إلى رد ما وقع في شروح ذلك الكتاب وبينت فيه وجوه الاختلال إلا أني قد شاهدت فيه التطويل والأطناب بسبب انضمام (١) الكلام المتعلق بشرح العلامة ابن الكمال فأخرجت منه الاعتراضات المتعلقة بشرحه مع الأجوبة المسكنة الدافعة لجرحه فصار المجموع حاشية مستقلة وسميتها ترغيب اللبيب ألفتها لترغيب الأذكياء المجبولين بسرعة الانتقال وصفاء البال إلى تخليص شروح الهداية عن جروح العلامة ابن الكمال فإن هذا العلامة وإن كان فريد دهره بلا مانع ووحيد عصره بلا مدافع لكنه صرف عنان عزمه عن التحقيق في أكثر مصنفاته وسلك مسلك الجدال والتغليط في أشهر مؤلفاته سيما في شرحه على الهداية فإنه فيه وصل في الجدال إلى الغاية بحيث نزل مرتبة الشراح المكملين منزلة العوام من الجهال المغفلين وجعل مرتبة [رتبة] المشايخ العظام من المصنفين بل من المجتهدين كمرتبة الآحاد من المقلدين والظاهر أن مراد ذلك العلامة من السلوك في مثل هذا الطريق والانحراف عن سبيل التحقيق ليس إلا تعليم-دقايق-وجوه البحث للطالب الذكي وتفهيم طرق ألزام الخصم (المعاند الغبي ولا شك أنه هداية لطيفة [ولا شك أن هذا نية لطيفة] وعزيمة شريفة فالعلامة بهذه النية مأجور وسعيه بتلك العزيمة مشكور لأنه موافق لما ذكر في كتب الأحاديث ومطابق للوجوه الواردة