للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

آيات الله تعالى وافترائه على الله تعالى ما لم يقله كقول بعضهم إن هي إلا فتنتك ما على العباد أضر من ربهم وينسب هذا القول إلى صاحب قوت القلوب أبي طالب المكي. ومن ذلك القبيل الذين يتكلمون في القرآن بلا سند ولا نقل عن السلف ولا رعاية للأصول الشرعية والقواعد العربية كتفسير محمود بن حمزة الكرماني في مجلدين سماه العجائب والغرائب ضمنه أقوالاً هي عجائب عند العوام وغرائب عما عهد عن السلف بل هي أقوال منكرة لا يحل الاعتقاد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير من ذلك قول من قال في ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به أنه الحب والعشق ومن ذلك قولهم في ومن شر غاسق إذا وقب أنه الذكر إذا قام وقولهم في من ذا الذي يشفع عنده معناه من ذل أي من الذل وذي إشارة إلى النفس ويشف من الشفاء جواب من وع أمر من الوعي. وسئل البلقيني عمن فسر بهذا فأفتى بأنه ملحد.

وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير قال ابن الصلاح في فتاواه وجدت عن الإمام الواحدي أنه قال صنف السلمي حقائق التفسير إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر. قال النسفي في عقائده النصوص تحمل على ظواهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن إلحاد وقال التفتازاني في شرحه سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها بل لها معان باطنة وقال وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال العرفان ومحض الإيمان. وقال تاج الدين عطاء الله في لطائف المنن اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم بالمعاني الغريبة ليست إحالة الظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ودلت عليه في عرف اللسان وثم إفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث من (لمن) فتح الله تعالى قلبه وقد جاء في الحديث لكل آية ظهر وبطن فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل هذا إحالة لكلام الله تعالى وكلام رسوله فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قال لا معنى للآية إلا هذا وهم لا يقولون ذلك بل يفسرون الظواهر على ظواهرها مراداً بها موضوعاتها انتهى. قال صاحب مفتاح السعادة الإيمان بالقرآن هو التصديق بأنه كلام الله قد أنزل على رسوله محمد صلى الله تعالى عليه وسلم بواسطة جبرئيل وأنه دال على صفة أزلية له وأن