للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خمسة آلاف دينار، فقال قثم: نعم له عليّ ذلك، فمن أيّ وجه؟ فقلت: قد أقررت له بالمال فإن شاء فسّر الوجه، وإن شاء لم يفسّر. فقال ابن أخيه: أشهد أنه بريء منها إن لم أثبتها، فقلت: وأما أنت فقد أبرأته إلى أن يثبت ذلك؛ فما رأيت أضعف منهما في الحكم.

«٧٥٧» - خطب سعيد بن العاص عائشة بنت عثمان على [١] أخيه فقالت: لا أتزوّجه، قال: ولم؟ قالت: هو أحمق، له برذونان أشهبان، فيحتمل مؤونة اثنين وهما عند الناس واحد.

«٧٥٨» - وكان خالد بن عبد الله القسريّ فيما تواترت به الأخبار عنه يتظاهر بما يدلّ على الكفر والجهل، وهو في الكفر أدخل وبه أليق. ومما يليق بالجهل أنه كان يوما يخطب على المنبر وكان لحنة، وكان له مؤدّب يجلس بإزائه، فإذا شكّ في شيء أومأ إليه، وكان لخالد صديق من تغلب زنديق يقال له زمزم، فقال له وهو على المنبر: مسألة قد حضرتني، فقال له: ويحك أما ترى الشيطان عينه في عيني؟ يعني مؤدّبه، قال: لا بدّ والله منها، أخبرني عن الحمار إذا ساف وكرف [٢] ثم رفع رأسه وكرف أيّ شيء يقول؟ قال: أراه يقول: يا رباه ما أطيبه. قال: صدقت، ما كان يستشهد على هذا سوى ربّه.

«٧٥٩» - كانت امرأة أبي خراش من أحمق النساء. قال أبو بكر الأشجعي:

خرج أبو خراش الهذلي من أرض هذيل يريد مكة، فقال لزوجته أمّ خراش:


[١] ح: إلى.
[٢] كرف الحمار: شمّ بول الأتان ثم رفع رأسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>