للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان، وأنا أدفن أحياءهم وموتاهم، فقال له ابن حزم: أنا في طلبك، ادخل رحمك الله فادفن هؤلاء الأحياء حتى يدلّى إليك الموتى. ثم أقبل على أصحابه فقال: وهذا أيضا أعمى لا يبصر، فنادوا من ها هنا من مواليهم، فإذا برجل بربريّ يقال له أبو موسى قد جاء، فقال له ابن حزم: من أنت أيضا؟ قال: أنا أبو موسى صالمين، وأنا ابن أبي السمط سميطين، والسعيد سعيدين، والحمد لله رب العالمين. فقال ابن حزم: والعظيم لتكوننّ لهم خامسا، رحمك الله يا بنت رسول الله، ما اجتمع على جيفة خنزير ولا كلب ما اجتمع على جثّتك، فإنا لله وإنّا إليه راجعون.

«٨٤٢» - قال بعضهم: مررت بسكة من سكك البصرة، وإذا معلّم قد ضرب صبيا، وأقام الصبيان صفّا وهو يقول لهم: اقرأوا، ثم جاء إلى صبيّ بجنب الصبيّ الذي ضربه فقال: قل لهذا يقرأ فإني لست أكلّمه.

«٨٤٣» - وكان لأبي داود المعلم ابن فمرض، فلما نزع قال: اغسلوه، قالوا: إنه لم يمت، قال: إلى أن يفرغ من غسله قد مات.

«٨٤٤» - وقال بعضهم: مررت يوما بمعلّم والصبيان يحذفون عينه بنوى العنب [١] ، وهو ساكت، فقلت: ويحك أرى منك عجبا فقال: وما هو؟ قلت:

أراك جالسا والصبيان يحذفون عينك بنوى العنب [٢] فقال: اسكت ودعهم، فما والله إلا أن يصيب عينيّ شيء فأريك كيف أنتف لحى آبائهم.

«٨٤٥» - وقال آخر: رأيت معلّما وقد جاءه غلامان قد تعلّق أحدهما بالآخر


[١] ح ع: بالقصب.
[٢] ح ع: بالقصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>