وقال: يا معلم هذا عضّ أذني، فقال الآخر: والله ما عضضتها، وإنما هو عضّ أذن نفسه، فقال المعلم: يا ابن الخبيثة صار جملا حتى يعضّ أذن نفسه؟! «٨٤٦» - وقال: رأيت معلّما بالكوفة وهو شيخ مخضوب الرأس واللحية، وهو جالس يبكي، فوقفت عليه وقلت: يا عمّ ممّ تبكي؟ فقال: سرق الصبيان خبزي.
«٨٤٧» - قال: ورأيت بالبصرة معلّما وقد جاء صبيّ فصفعه محكمة، فقال له المعلم: أيّما أصلب هذه أم التي صفعتك بالأمس.
«٨٤٨» - قال: وقرأ صبيّ على معلّم: الذين يقولون لا تنفقوا إلّا من عند رسول الله فقال المعلم: من عند أبيك القرنان أولى فإنه كثير المال.
(الشمس: ١٠) فقال الصبي: وقد داس من خبّاها، فلم يزل يكرّر ذلك عليه إلى أن أعيته الحيلة، فقال المعلم: وقد داس من خبّاها، فقال الغلام: وقد خاب من دسّاها.
«٨٥٠» - وقال آخر: مررت بأحدهم وصبيّ يقرأ عليه (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)
(الماعون: ٢) والمعلم يردّ عليه: يدعو اليتيم، ويضربه. قال:
فجئت إليه وقلت: هذا من الأمر بالمعروف، فقلت: يا شيخ، الصبيّ على الصواب، وأنت على الخطأ، وإنما معنى يدعّ: يدفع قال: فزبرني وأغلظ عليّ وقال: إنما معناه يدعو اليتيم ليفسق به، قال: فوليت عنه، وإذا به لا يرضى أن يخطىء حتى يكفر.