«٨٥١» - قال: وكان معلّم يقرىء صبيا: وإذ قال لقمان لابنه لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا. قيل: ما هذا؟ قال: أبوه يدخل مشاهرة شهر في شهر، وأنا أدخله من سورة إلى سورة.
«٨٥٢» - قرأ صبيّ على معلّم: أريد أن أنكحك: قال: هذا إذا قرأت على أمك الزانية.
«٨٥٣» - وقرأ آخر على معلّم: وأما الآخر فتصلّب فقال: هذا إذا قرأت على أبيك القرنان.
«٨٥٤» - قيل: نكب بعض ندماء الخليفة نكبة اضطرّ معها إلى الاستتار، فاستتر وطال شعره، فقال للرجل الذي كان مستترا عنده: قد كان لي غلام سنديّ مزيّن أعتقته، ولا أعرف خبره منذ حين، فاذهب إلى موضع كذا فاطلبه، واجلس إليه، ثم اذكرني له، فإن رأيته يتوجّع لي فعرّفه مكاني وخذه معك، وإن رأيته يذمّني أو يشكوني فدعه ولا تذكرني له. فذهب الرجل حتى لقيه وجاراه خبر مولاه، فقال: يا سيّدي ومن أين تعرفه؟ فإني والله تالف شوقا إليه واغتماما له، أحسن الله صحبته حيث كان. فقال الرجل: هو عندي، وقد استدعاك.
فنهض السنديّ وقبّل يد الرجل وصار معه، فلما دخل إليه أظهر سرورا به وقبّل الأرض بين يديه، وأخذ شعره وحجمه، فأعطاه دينارا. فلما خرج لقي ابنا له فقال له: ويحك أليس وجّه إليّ فلان مولاي، وهو مستتر في دار فلان في الموضع الفلانيّ، فصرت إليه وخدمته وحجمته النّقرة، فأعطاني دينارا؟! فقال له ابنه:
ويلك حجمته النقرة بلا أخدعين وليس هذا حقّه علينا، ولم يعرّج على شيء