٨٧٣- ويشبه هذا ما حكي عن بعض العلويين أنه نزل ببعض نواحي خراسان، وكان أهلها شيعة، فأكرموه وخدموه، فلما كان الليل رآهم يتشاورون، فجاء إليه رجل وأعلمه أنهم عزموا على قتله، وقالوا: كلّ بلد جليل فيه مشهد لآل محمد عليه السلام، ونحن لا مشهد عندنا، فنقتل هذا العلويّ ونبني عليه مشهدا وقبة ويكون فخرا لنا بزيارته، فترك العلويّ رحله وهرب ليلا.
«٨٧٤» - اصطحب اثنان من الحمقى في طريق، فقال أحدهما لصاحبه: تعال حتى نتمنّى، فإنّ الطريق يقطع بالحديث والتمنّي، قال: تمنّ، قال: أتمنّى قطائع غنم حتى أنتفع بألبانها وصوفها ولحمها ويخصب معها رحلي، ويشبع أهلي. قال الآخر: أنا أتمنى قطائع ذئاب أرسلها على غنمك حتى تأتي عليها.
قال: ويحك هذا من حقّ الصحبة وحرمة العشرة؟ وتلاحما واشتدّت الملحمة بينهما، ثم قال: نرضى بأول من يطلع علينا نتحاكم إليه، فبينما هما كذلك طلع عليهما شيخ يسوق حمارا، وعليه زقّان مملوءان عسلا، فاستوقفاه وحدّثاه فقال:
قد فهمت حديثكما، وفتح رأس الزقّين حتى سال العسل في التراب، وقال:
صبّ الله دمي مثل هذا العسل إن كنت رأيت أحمق منكما.
«٨٧٥» - قيل: كان كيسان صاحب أبي عبيدة مضعّفا بليدا يأتي سهوا كثيرا، فسئل أبو عبيدة عن اسم بعض العرب فأنكر معرفته، وكيسان حاضر، فقال: أنا أعرف اسمه، فقال أبو عبيدة: ما هو؟ قال: خراش أو خداش أو رياش أو حماش أو شيء آخر. فقال أبو عبيدة: ما أحسن ما عرفته، فقال: نعم وهو مع ذاك قرشي، فاغتاظ أبو عبيدة وقال: من أين علمت أنه قرشي؟ قال: أما رأيت اكتناف الشينات عليه من كلّ جهة.