للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخالفه عروة ومصعب [١] ، وقالا له: انفهم عن المدينة وإلّا أفسدوا أمرك بها، فكتب بنفيهم، وورد كتابه بذلك وعبد الملك مجدور، ففزغ مروان إلى رأي ابنه عبد الملك، وكان منذ كان غلاما مجتمع الرأي حازما صليبا، فقال له: بادر بالخروج قال: فإني قد استنظرتهم فأجّلوني أياما، قال: لا تفعل، فإنّ هذا رأي تفرّد به أو شاور فيه من إخوته من اختلفت آراؤهم فيه عليه، ولو شاور كهول أصحابه لأشاروا عليه بقتلنا، وأعلموه أنّا إن خرجنا إلى الشام جررنا عليه شرّا، فاهتبل هذا الأمر وانج قبل أن تندم، فقال له: وكيف أصنع وأنت مجدور؟

قال: إنه لا بأس عليّ. فساروا وحمل عبد الملك في هودج، واحتثّوا في المسير فلم يحلّوا عقدة حتى نزلوا شبيكة الدوم [٢] . ثم شاور ابن الزبير أصحابه الكهول مثل ابن مطيع وابن صفوان ونظرائهم، فعجّزوه وفيّلوا رأيه فيما صنع، وقالوا له: أدرك القوم، فو الله لئن وصلوا إلى الشام ليرجعنّ إليك في الجيوش. فكتب إلى عامله عبد الرحمن بن حنظلة الغسيل الأنصاري: أقرر بني أمية ولا تهج منهم أحدا، فكتب إليه ابن حنظلة بخبرهم وشخوصهم.

«٩٣٦» - وقال إبراهيم بن العباس في وصف الرأي: [من الكامل المرفّل]

يمضي الأمور على بديهته [٣] ... وتريه فكرته عواقبها

فيظلّ يصدرها ويوردها ... فيعمّ حاضرها وغائبها

وإذا الحروب غلت [٤] بعثت لها ... رأيا تفلّ به كتائبها


[١] ح: مصعب وعروة.
[٢] شبيكة: موضع بين مكة والزاهر؛ ولم يوردها ياقوت مضافة؛ وفي ح: شبيكة الروم.
[٣] الطرائف: على بدائهه.
[٤] الطرائف: طغت.

<<  <  ج: ص:  >  >>