للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرّشاد، وحاديك إلى سبيل السداد، ومقيمك على المحجّة الواضحة، وكفيلك [١] بالحجّة اللائحة. وقد أعذر أمير المؤمنين فيه وأنذر، وبصّر وحذّر، لم يألك وعظا، ولم يدّخرك معه حظّا. فكن عند ظنّ أمير المؤمنين وأوف على تقديره فيك، فانه اختارك عن علم وبصيرة، وقدّمك على فكر وروية. واجعل وصيته إمامك، واتبع أمره في تدبيرك، وأنجح [٢] قوله في أمورك، وطالعه بما يشكل عليك مطالعة المستعلم، وأنهه إنهاء المستفهم، ليصدر إليك من رأيه ما تحتذيه، ويرد عليك من عزمه ما تقتفيه، إن شاء الله تعالى.

«١٠٢١» - من عهد كتبه للطاهر أبي أحمد الحسين بن موسى الموسوي بنقابة الطالبيين: وان أمير المؤمنين بنافذ عزيمته، وثاقب بصيرته، لا يهمل من الاصلاح صغيرا ولا كبيرا، ولا يضيع من الثواب [٣] لا قليلا ولا كثيرا، حتى ينزل كلّ امرىء منزلته، ويؤتيه رغبته [٤] ، ولا يجاوز موضعه، ولا يفاوت موقعه. ومن أجلّ الأحوال عند أمير المؤمنين وأولاها بالاهتمام والتقديم حال اختصّت أهل بيته عائدتها، وتوفرت عليهم فائدتها، وزانهم جمالها، والبسهم جلالها، وجمعت لهم إلى كرم الأحساب والأعراق، شرف الآداب والأخلاق، وأحسن الله عون أمير المؤمنين على ما ينويه، ووفّقه في ما يرتأيه، وخار له في ما يدبّره ويمضيه، وينيره [٥] ويسديه، خيرة تجمع له الحظّ في العاجلة والآجلة، والنفع في الدنيا والآخرة.

ولذلك ما رأى أمير المؤمنين أن يقلّدك النقابة على الطالبيين أجمعين.


[١] المختار: وزعيمك.
[٢] المختار: وانح.
[٣] س: الصواب؛ المختار: الحزم.
[٤] المختار: ويرتبه رتبته.
[٥] ينويه ... وينيره: سقط كله من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>