للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه: واعلم أن أمير المؤمنين قد فضّلك على أهل بيتك طرّا، ورفعك فوقهم جميعا بعد أن كنت واحدا منهم، واختصّك دونهم بعد مساواتك لهم، فسر في تطبيقهم سيرته، واسلك في ترتيبهم طريقته، حتى إذا عممتهم بالكرامة التي توجبها أنسابهم وتقتضيها قرباهم، خصصت بأكابرهم زيادة [١] الإجلال والتوقير، وإذا شملتهم بالصيانة التى يؤثرها امير المؤمنين، وتوجبها شرائط الدين، ميّزت أصاغرهم بفضل الحنوّ والعطف. وكن لأفعال كلا الفريقين [٢] ممتحنا، وفي أعمالهم متفرسا، فمن وجدته متوخيا من جميل الخلائق، ومستقيم الطرائق، مذهبا للشرف موافقا، وبسجايا السّلف لائقا، فزده إحسانا تكافيه فيه عن مرضيّ إيثاره، وتدعو غيره إلى مشاركته في جميل [٣] اختياره. ومن ركب قبيحا يعود على ديانته بجرح، وعلى أمانته بقدح، ما لم يستوجب حدا معلوما، ويستحقّ جزاء محتوما، فلا تعجل عليه بالعقاب، واستأن معاودته للصواب، ونبّهه بالذكرى النافعة للمؤمنين، واعطفه بالموعظة [٤] الناجعة في الصالحين. فإن تراجع [٥] وتاب، وأقلع وأناب [٦] ، فأعنه على الأوبة، واقبل منه التوبة، وبوّئه منزل مثله ممن جهل ثم حلم، وأذنب ثم ندم، وكن له بمكانك [٧] لصالحي أهله، وأجره مجرى خيار قومه. ومن ضرب عن الادّكار [٨] صفحا، وطوى دون الانذار كشحا، ولم يغن فيه التوقيف دون التثقيف، ولا التعليم دون [٩] التقويم، فحكّم كتاب الله عزّ وجلّ


[١] المختار: اكابرهم بزيادة.
[٢] المختار: وكن لافعالك على كلا الفريقين.
[٣] المختار: حميد.
[٤] المختار: بالحسنى.
[٥] س: راجع، المختار: رجع.
[٦] وأقلع وأناب: سقطت من م.
[٧] المختار: كونك.
[٨] س: الافكار.
[٩] التثقيف ... دون: سقط من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>