للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالشهادة، ولا يعرف معرفة تزيل عنه التهم [١] ، فقابله بغليظ العقوبة ليرتدع غيره عن مثل دعواه، وأشهره شهرة يؤمّن معها اشتباه، وينزجر عن كذبة ثانية.

واحتط في أمر المناكح حتى لا تصل أيّم من الجماعة إلى دنيّ، ولا يقع عليها عقد إلا لكفؤ وفيّ.

«١٠٢٢» - ومن تقليده الحج مضافا إلى نقابة الطالبيين: أما بعد، فان أمير المؤمنين برعايته الحرمات، ومحافظته على المواتّ [٢] ، وإيجابه حقّ من تأكّدت له العصمة، وارتضيت منه الخدمة، وعرفت في الطاعة آثاره، وبليت في الموالاة أخباره، يعتقد ربّ صنيعته عندك، ومضاعفة نعمته عليك [٣] ، والانافة بك على أعلى رتب ذوي الأسباب الواشجة والانساب المتشابكة [٤] ، ولا سيّما وقد جمعت إلى القربى اضطلاعا بالأعباء، وإلى الموالاة قياما بحقّ الاستخدام والاستكفاء، فلن يعدم أمير المؤمنين في ما يكله إليك، ويعتمد فيه عليك، رعاية الحقّ، وصلة الرحم، وصواب التدبير، وإصلاح المهمّ. والله يحسن لأمير المؤمنين الاختيار، ويمدّه بالتوفيق والصنع في مجاري الأقدار [٥] . ولما قلّدك أمير المؤمنين النقابة على الطالبيين فبان له فيها محمود سيرتك، وظهر من أفعالك ما دلّ على سلامة سريرتك، رأى أمير المؤمنين من حقّ العادة التي عوده الله فيها الصلاح، وأجرى له فيها طائر النجاح، أن يزيدك فضلا وإحسانا، ولا يألوك إنعاما وامتنانا، ويستأنف بك من إعلاء [٦] الدرجة ورفع المرتبة ما يحمد به رأيك في الخدمة


[١] المختار: التهمة.
[٢] م: المودات.
[٣] المختار: لديك.
[٤] المختار: الشابكة.
[٥] س: الاقتدار.
[٦] م: علي.

<<  <  ج: ص:  >  >>