للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحصول ثلاثة آلاف رأس من كراعهم، وثلاثة آلاف رأس من جمالهم في أيدي الأولياء وأتباعهم، سوى ما استبدت به البادية وهو أكثر من ذلك، وتفرّق الباقون في جهات المهارب، واعتصموا بالغياض والأنهار والمسارب. ووصل الفلّ إلى إسحاق وجعفر، وقد كانا بقيا في قلّ من عسكرهما، لتوجيههما جماهيره في هذه الحرب، فما تمالكا أن انهزما ناكصين خائبين، وضربا في البلاد مذعورين هاربين. وقيل إنّ مبلغ من نجا معهما من الفرسان ستمائة فارس، وصار من سواهم من تلك الجموع العظيمة والأحزاب الكثيرة بين أسير مكبّل، وقتيل مرمّل، ومستأمن داخل في الذمّة، وتائب مستقيل من العثرة، وراجل لا تحمله رجلاه، ولا يبلّغانه النجاه، وغريق في الفرات والأنهار لم يعرف خبره ولا بان أثره.

ومنها:

فالحمد لله ربّ العالمين حمدا لا يقصّر عن قضاء حقّه وأداء فرضه، واستحقاق مزيده واستنجاز وعده، وإياه أسأل أن يجعل ما أنا مصرّفه من رايات مولانا أمير المؤمنين وسيدنا الأمير منصورا على كلّ صادّ عن الحقّ بوجهه، وشامخ عليه بأنفه، ومتجاوز عنه بطرفه، ومخالف له بسرّه وجهره [١] ، ومجلب عليه بخيله ورجله، إنّ ذلك إليه وبيده، وهو المأمول المرجوّ بفضله وطوله، وقوته وحوله. فإن رأى مولانا أن يضيف هذه النعمة إلى نعم الله عنده المطيفة به، ومواهبه الراهنة [٢] عنده، ويعدّها من آيات إقباله وعلامات نصره، ويزيدها في محامد أوليائه، ومكايد أعدائه، ويأمر بإظهارها على ما جرت العادة به في أمثالها، ليأخذ منها المخالص حصّته، ويعالج بها المنافق غصتّه، وأجانبي بما أسكن إليه من أخباره وأحواله، وأمتثله من أوامره ونواهيه، فعل، إن شاء الله تعالى.


[١] ومخالف ... وجهره: سقط من م.
[٢] الراهنة: سقطت من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>