للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طمعا في أن يعطف إلى ما يعطف إليه التائب المنيب، والمراجع المصيب، والنازع عن الغواية، والعادل إلى سبيل الهداية، حتى إذا تقدّمت النّذر، وبلغ الإملاء إلى الحدّ المنتظر، استأنف به طريقا أخرى في الصّمد لاستئصاله، وتنجّز عادة الله في أمثاله، فجرّد إليه عسكرا استخلف صاحب الجيش أبا حرب زياد بن سهلويه [١] واستظهر في تكثيف عدده وتوفير عدده؛ فنهض إلى عدوّ الله اللعين، متوكلا على الله ربّ العالمين، ومستشعرا شعار الدولة التي عوّدها الله إعزاز المرامي عنها والمحامي من ورائها، وإذلال المحادّ لها والساعي عليها. وورد في هذا الوقت كتابه من الموصل بأنه افتتحها ودخلها بعد حروب شديدة اضطرمت، ومعاركات متّصلة احتدمت، وثبات من ذلك الحائن للمقارعة، واستبسال في المجاهدة والمصارعة.

ومنها:

ونجا بحشاشته معتدّا [٢] أن سلم [٣] بها من أعظم غنائمه، ولا سلامة لمثلها مع عظيم ما نزل عليها وأحاط بها. ووقع الاستظهار بإنفاذ من يقتصّ أثره ويأتي بإذن الله عليه، والحمد لله ربّ العالمين حمدا يكون لانعامه [٤] مجازيا، ولاحسانه موازيا، وإن كانت آلاوه عزّ وجلّ لا تجازى ولا توازى، ولا تجارى ولا تبارى، ولا تقابل إلا بالانحطاط لها [٥] ، وخفض الجناح دونها، والاعتراف بالعجز عن مداها، والقصور عن منتهاها. وهنأ الله مولانا بهذا الفتح المنسوب إليه، المقصور عليه، المستثمر من بركة أيامه، المستنتج عن إقبال جدّه. وأطال الله بقاءه وبقاء مولانا صمصام الدولة لعدوّ يرغمانه، ووليّ يعزّانه، وحجة حقّ


[١] م: سهراوايه.
[٢] م: معتمدا.
[٣] م: سلمت.
[٤] ويأتي ... لانعامه: سقط من ب.
[٥] م: له، دونه، مداه، منتهاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>